348

من البيت حتى يذكر « خديجة » فيحسن الثناء عليها ، فذكرها يوما من الايام فأدركتني الغيرة ، فقلت : هل كانت إلا عجوزا فقد أبدلك الله خيرا منها ، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ثم قال :

« لا والله ما ابدلني الله خيرا منها ، آمنت بي إذ كفر الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني في مالها إذ حرمني الناس ورزقني الله منها اولادا إذ حرمني اولاد الناس » (1).

ومما يدل أيضا على سبق خديجة في الإيمان برسول الله كل نساء العالم جمعاء ما جرى في قضية بدء الوحي ، ونزول القرآن ، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عندما انحدر من غار « حراء » واخبر زوجته « خديجة » بما جرى له واجه رأسا ايمان زوجته به وقبولها لكلامه ، وتصديقها برسالته ، تصريحا وتلويحا.

هذا مضافا إلى أنها كانت قد سمعت من قبل أخبارا تتعلق بنبوته ومستقبل رسالته من كهنة العرب وأهل الكتاب ، وهذه الأخبار وامانة فتى قريش وصدقه الذي اشتهر به هي التي دفعت بها إلى أن تتزوج بالفتى الهاشمي ( محمد ).

أقدم الرجال اسلاما : « علي »

إن المشهور المقارب للمتفق عليه بين المؤرخين ، سنة وشيعة ، هو أن « عليا » كان اول من آمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الرجال.

ونرى في مقابل هذا القول المشهور أقوالا اخر نادرة قد نقل ناقلوها ما يخالفها أيضا :

فمثلا يقال : إن زيد بن حارثة ربيب رسول الله وابنه بالتبني ، أو أبو بكر كان أول من أسلم ، ولكن دلائل عديدة ( نذكر بعضها هنا على سبيل الاختصار ) تشهد على خلاف هذين القولين.

Shafi 354