320

عليه قبل ذلك بالأدلة المحكمة ، المتقنة (1).

ظاهرة الوحي عند الماديين :

يعتبر الاعتقاد بالوحي أساسا لجميع الرسالات ، والأديان السماوية ، وتقوم هذه الظاهرة ( ظاهرة الوحي ) على أن الذي يوحى إليه يمتلك روحا قوية تقدر على تلقي المعارف الالهية من دون واسطة ، أو بواسطة ملك من الملائكة.

ويلخص العلماء المختصون تعريفهم للوحي على النحو التالي : « الوحي تعليمه تعالى من اصطفاه من عباده كل ما أراد اطلاعه عليه من ألوان الهداية والعلم ولكن بطريقة خفية غير معتادة للبشر ».

ولكن الماديين كما قلنا لم يستطيعوا هضم هذه الحقيقة ، وادراك هذه الظاهرة على حالها ، وصورتها الغيبية بسبب ما ذكرناه من منهجهم ونظرتهم إلى الامور والكائنات فذهبوا في تفسير ظاهرة الوحي التي هي كما اسلفنا من قضايا الغيب ومن عوالم ما فوق الطبيعة مذاهب مختلفة ترجع برمتها إلى الرؤية المادية للوجود.

واليك أبرز هذه التفاسير المادية لظاهرة الوحي الغيبية :

أبرز النظريات المادية لظاهرة الوحي

** :

1 قالوا : الوحي هي القدرة الفكرية ، والنفسية والعقلية التي تحصل للإنسان بسبب التمرينات والرياضات الروحية التي على اثرها تنفتح عليه أبواب من الغيب ، فيخبر عن امور طالما تتفق مع الواقع على نحو ما يحصل للمرتاضين الهنود (2).

فالانبياء بسبب اعتزالهم للمجتمع على غرار ما يفعل المرتاضون وإقبالهم

Shafi 325