287

( اي يافع ) له خمس سنين عند رأسها فنظرت إلى وجهه وخاطبته بقولها :

إن صح ما أبصرت في المنام

فانت مبعوث إلى الانام

ثم قالت : كل حي ميت وكل جديد بال ، وكل كبير يفنى ، وانا ميتة وذكري باق وولدت طهرا.

وقال الزرقاني في شرح المواهب نقلا عن جلال الدين السيوطي تعليقا على قولها : وهذا القول منها صريح في انها كانت موحدة إذ ذكرت دين ابراهيم عليه السلام ، وبشرت ابنها بالاسلام من عند الله ، وهل التوحيد شيء غير هذا ، فان التوحيد هو الاعتراف بالله وانه لا شريك له ، والبراءة من عبادة الاصنام (1).

ونلفت نظر القارئ الكريم هنا إلى ما قاله المرحوم الشيخ المفيد في كتابه « اوائل المقالات » في هذا الصدد :

اتفقت الإمامية على أن آباء رسول الله من لدن آدم إلى عبد الله بن عبد المطلب مؤمنون بالله عز وجل موحدون له ، واحتجوا في ذلك بالقرآن والاخبار قال الله عز وجل : « الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين » (2).

ثم إن هنا سؤالين هما :

1 هل كان صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة موحدا؟

2 بماذا وبأي دين كان يتعبد صلى الله عليه وآله وسلم قبل البعثة؟

واليك الحديث في هاتين الجهتين :

ايمان النبي بالله وتوحيده قبل البعثة :

إن الدلائل التاريخية بالاضافة إلى البراهين العقلية والكلامية تدل على انه صلى الله عليه وآله وسلم كان قبل ان يبعثه الله بالإسلام ، مؤمنا بالله ، موحدا إياه ، لم يعبد وثنا قط ، ولم يسجد لصنم أبدا ، وان ذلك من المسلمات.

Shafi 292