لأهداف عليا.
وبعبارة اخرى : إن الافعال الخارقة للعادة ليست ظواهر عارية عن العلل ، بل إن علتها غير طبيعية ، وافتقاد العلة الطبيعية ( وخاصة العلة الطبيعية غير المعروفة ) ليس دليلا على افتقاد مطلق العلة.
والخلاصة ؛ إن قوانين الخلقة ليست بحيث لا يمكن تبدلها ، وتغيرها بارادة بارئها وخالقها.
إنهم يقولون : إن جميع خوارق العادة ، وجميع أفعال الأنبياء العجيبة التي تتصف بصفة الاعجاز ، والخارجة عن اطار القوانين الطبيعية ، تتحقق من هذه الزاوية.
إن هذا الفريق من الناس لا يسمحون لأنفسهم بان يرفضوا الأعمال الخارقة للعادة ، والكرامات التي جاء ذكرها في القرآن الكريم ، والاحاديث ، أو وردت في المصادر التاريخية الصحيحة المعتبرة ، أو يكشوا فيها بحجة أنها لا توافق الموازين الطبيعية ، والقوانين العلمية.
وها نحن نشير إلى قضيتين عجيبتين وقعتا في فترة الطفولة من حياة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ومع اخذ ما قلناه بنظر الاعتبار لا يبقى أي مجال للترديد ، أو الاستبعاد :
1 لقد نقل المؤرخون عن « حليمة السعدية » قولها بأنها لما تكفلت إرضاع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أرادت أن ترضعه في محضر امها ، ففتحت جيبها وأخرجت ثديها الايسر ، وأخذت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فوضعته في حجرها ، ووضعت ثديها في فمه ، فترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثديها ، ومال إلى ثديها الأيمن ، فاخذت « حليمة » ثديها الأيمن من يد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ووضعت ثديها الأيسر في فمه وذلك أن ثديها الأيمن كان جهاما ( أي خاليا من اللبن ولم يكن يدر به )، وخافت ( حليمة ) أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا مص الثدي ولم يجد فيه شيئا لا يأخذ بعده الأيسر. ولكن النبي أصر على أخذ الثدي الأيمن ، فلما مص صلى الله عليه وآله وسلم الأيمن امتلأ فانفتح حتى ملأ شدقيه
Shafi 221