عليه السلام بوشيجة القربى مثل « آزر » الذي كان يصنع التماثيل ، وكان عارفا بأحوال النجوم والفلك أيضا ، وكان هذا هو الآخر أحد العراقيل التي كانت تمنع الخليل من انجاح مهمته ، لأنه مضافا إلى مخالفة الرأي العام له ، كان يواجه مخالفة أقاربه ايضا.
لقد كان نمرود غارقا في عالم خيالي عندما دق المنجمون فجأة أول ناقوس للخطر وقالوا له : سوف تنهار حكومتك ، ويتهاوى عرشك وسلطانك على يد رجل يولد في تلك البيئة ، الأمر الذي أيقظ أفكاره النائمة ، فتساءل من فوره ، وهل ولد هذا الرجل؟ فقيل له : لا ، انه لم يولد بعد. فأمر من فوره بعزل الرجال عن النساء ( وذلك في الليلة التي انعقدت فيها نطفة ابراهيم الخليل عليه السلام عدو نمرود ، وهادم ملكه ، ومزيل سلطانه وهي الليلة التي حددها وتكهن بها المنجمون والكهنة من انصار نمرود ) ومع ذلك كان جلاوزة « نمرود » يقتلون كل وليد ذكر ، وكان على القوابل ان يسجلن اسماء المواليد في مكتبه الخاص.
ولقد اتفق أن انعقدت نطفة « الخليل » في نفس الليلة التي منع فيها اي لقاء جنسي بين الرجال ، وازواجهم.
لقد حملت ام إبراهيم به كما حملت ام موسى به ، وامضت فترة حملها في خفاء وتستر ، ثم لجأت بعد وضع وليدها العزيز إلى غار بجبل على مقربة من المدينة حفاظا عليه ، وراحت تتفقده بين حين وآخر من الليل والنهار ، قدر المستطاع.
وقد أرضى هذا الاسلوب الظالم « نمرودا » وأراح باله بمرور الزمن ، إذ أيقن بانه قد قضى به على عدو عرشه ، وهادم سلطانه ، وتخلص منه.
لقد قضى « إبراهيم » عليه السلام ثلاثة عشر عاما في ذلك الغار الذي كان يتصل بالعالم الخارجي عبر باب ضيق ، ثم أخرجته امه من ذلك الغار بعد ثلاثة عشر عاما ، ودخل « ابراهيم » في المجتمع ، فاستغرب المجتمع النمرودي وجوده وانكروه (1).
Shafi 122