على أن رسالة أبي المواهب هذه وقعت لابن حجر الهيتمي ، فردها حرفا حرفا ، ولم يقبل منها عدلا ولا صرفا ، وكتب في ذلك تأليفا كبيرا من جملة ما فيه القسم /الثالث عشر ، الأوتار والمعازف كالطنبور والعود والرباب 15 والطنجة والسنطير ، وغير ذلك من الآلات المشهورة عند أهل اللهو والسفاهة والفسوق ، وهذه كلها محرمة بلا خلاف ، ومن حكى فيها خلافا فقد غلط ، أو غلب عليه هواه حتى أصمه وأعماه ، ومنعه هداه ، وزل به عن سنن تقواه ، وممن حكى الإجماع على تحريم ذلك كله الإمام أبو العباس القرطبي ، وهو الثقة العدل ، فإنه قال كما نقله عنه أئمتنا وأقروه : وأما المزامير والأوتار والكوبة فلا يختلف في تحريم سماعها ، ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف ، وأئمة الخلف أنه يبيح ذلك ، وكيف لا يحرم شعار أهل الخمور والفسوق ، ومهيج الشهوات والفساد والمجون وما كان كذلك لم يشك أحد في تحريمه ، وتفسيق فاعله وتأثيمه ، وممن نقل الإجماع على ذلك أيضا إمام أصحابنا المتأخرين أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي ، فإنه قال في تقريبه ، بعد أن أورد حديثا في تحريم الكوبة : وفيه حديث ( إن الله يغفر لكل مذنب إلا صاحب عرطبة أو كوبة ) ، والعرطبة العود ، ومع هذا فإنه إجماع ، انتهى .
Shafi 22