Takobin Muhannad
al-Sayf al-muhannad fi sirat al-Malik al-Muʾayyad
Nau'ikan
خرج العاضد لملاقاتهم بنفسه ، وصحبته صلاح الدين ، وقال أدخلوا مصر إن شاء الله أمنين . ولما اجتمعا قرا بعض الفرأان من قوله [ تعالى ] ورفع ابويه] إلى قوله [ تعالى ] توفنى مسلما والحقنى بالصالجين ثم بعد ذلك أخذت دولة اليصريين في الضعف والدولة الأيوبية فى القوة ، وكان في قصر العاضد خصى يسمى مؤتمن الخلافة ، وكان حاكما على القصر ، فلما تمكن صلاح الدين ثقلت عليه وظيفته ، وكاتب الفرنج ، فعلم به صلاح الدين ودس عليه من قتله ، فلما علم به السودان عبيد القصر تاوار- وكانوا يزيدون على خمسين ألفا - فنهض إليهم صلاح الدين ، فقامت الحرب بينهم يومين ، وصار السودان كلما التجئوا إلى مخلة أحرقها صلاح الدين عليهم ، وكانت لهم مخلة عظيمة على باب رويلة تعرف بامنصورة ، فأرسل صلاح الدين إليه من أطلق الحريق فيها على أموالهم وأولادهم فاحترقوا جميعا ، فلما أتاهم الخبر بذلك أنزموا ، وركبتهم السيوف وأبادهم الجميع : ثم ولى صلاح الدين على القصر ماء الدين قراقوش
الأسدى وكان خصيا أبيض ، ثم عزل صلاح الدين قضاة مصر لأنهم كانوا شيعة ، وقطع الأذان بحى على خير العمل ، ثم شرع في تمهيد الخطبة لبنى العباس ، وكانت انقطعت منذ مائتى سنة وثمانى سنين وانقطعت دولة الفاطميين بموت أخرهم فى سنة سبع وستين وخمسمائة ، ثم استحود صلاح الدين على القصر بما فيه ، واستعرض خواصل القصرين ، قوجد فيهما أشياء لا توصف ، فمنها :، سبعمائة يتيمة من الجوهر ، وقضيب زمرد طولة أكثر من شبر ، وسمكة نحو الإمام ، وحبل من الياقوت ، وإبريق عظيم من الحجر المانع ، وطبل للقولنج إذا ضرب عليه أحد خرج من ذبره ريح وزال ما به من القولنج ، فاتفق أن بعض أمراء الأكراد أخذه فى يده ولم يدر ما شانه ، فلما ضرب عليه خبق فألقاه من يده فانكشر ، فيطل عمله ومن جملة ما وجد فيهما خزانة كتب تشتمل على ألفى ألف مجلد ، ومن عجائب ذلك أنه كان ببا ألف وماثتان وعشرون من تاريخ الطبرى . قال ابن الأثير : كان فيها من الكتب بالخطوط المنسوبة ماثة ألف مجلد ، ووجد أيضا فيها ذهبا كثيرا ، وأرسل من ذلك تحفا كثيرة إلى الملك نور الدين الشهيد
ثم قوى أمره جدا لا سيما بموت العادل نور الدين الشهيد في سنة تسيع وستين وخمسمائنة قال النويرى : وفى سنة اتثنتين وسبعين وخمسمائة أمرالسلطان صلاح الدين ببناء السور الدائر على مضر والقاهرة والقلعة على جبل المقطم ، ودوره تسعة وعشرون ألف ذراع بالهاشمى وتولى بناء السور الأمير باء الدين فراقوش الأسدى ، ولم يزل العمل فى السور إلى أن مات السلطان صلاح الدين يوسف فى سنة تسع وتمانين وخمسمائة ، وكان سلطانا عظيما خيرا دينا صالحا ، صاحب فتوحات وغزوات ، وجميع ما فتحه من القلاع والحصون سبعة وستون . منها عكة وطبرية ونابلس وبيت المقدس والداروم وغزة وعسقلان والرملة وصفدوكرك وشوبك وينرمين وجبلة واللادقية وصهيون ودربساك ويغعراس وشغر وبكاس وغير ذلك وخلف من الأولاد سبعة عشر ولذا ذكرا وبنتا واحدة تسمى مؤنسة خاتون ، تسلطن من أولاده ثلاثة الملك العزيز عماد الدين عنمان فى الديار المصرية والملك الأفضل نور الدين على فى البلاد الشامية والملك الظاهر غيات الذين غازى فى المملكة الحلبية ، وهو سادس بنى أيوب
وأما السابع ،فهو الملك العادل أبو بكر بن أيوب ، ملك مصر تسع عشرة سنة ، كان حازما متيقظا ، غزيز العقل ، سديد الأراء ، ذا مكر وخديعة ، صبورا حليما ، دينا عاقلا وقورا ، أبطل المحرمات والخمور والمعازف من ممالكه كلها ، وقد كانت ممالكه ممهدة من أقضى بلاد مصر واليمن والشام والجزيزة وإلى همذان ، أخذها كلها بعد أخيه السلطان صلاح الدين سوى حلب ، فإنه أقرها بيد ابن أخيه الظاهر غازى بن صلاح الدين لأنه كان زوج ابنته الست صفية خاتون ، وكان ماسك اليد ، لكنه أنفق في أيام الغلاء بمصر أموالا عظيمة جدا ، وتصدق على أهل الحاجة بشىء كثير ، ثم فى العام [ الذى ] بعده في الفناء كفن ثلاثمائة ألف إنسان من الغرباء ، وكان كثير الصدقة في أيام مرضه ، يخلع جميع ما عليه ويتصدق به وبمركوبه ، وما يحبه من أمواله ، وكان كثير الأكل مع كثرة صيامه ، وكان يأكل في اليوم الواحد أكلات جيدة ، ثم بعد كل حال يأكل وقت النوم من الحلوى السكرية اليابسة رطلا بالدمشقى ، توفى فى جمادى الأخرة من سنة خمس عشرة وستمائة الثامن : الملك الكامل أبو المعالي ناصر الدين محمد بن السلطان الملك العادل أبى بكر بن أيوب ، كان ملكا ذكيا مهيبا
ذا بأس شديد ، عادلا منصفا . قال ابن خلكان : كان سلطانا عظيم القدر ، جميل الذكر ، محب العلماء والفقراء ، متمسكا بالسنة النبوية ، معاشرا لأرباب الفضائل ، يبيت عنده كل ليلة جمعة جماعة من العلماء ، ويشاركهم فى مباحتهم، ويسالهم عن الماضع المشكلة من كل فن ، وقد بنى [ قبة ] على ضريح الإمام الشافعي رضى الله عنه ، ودفن أمه عنده ، وأجرى إليها ماء من النيل ، وغرم على ذلك جملة عظيمة . قال ابن واصل : كان الملك الكامل كثير الحلم والإغضاء حتى إن بعض الشعراء هجاة مرارا كثيرة فلم يلتفت إليه حتى تجرا ذلك الشاعر وقال : وما تركهم للقتل جلما وإنما يرون بقاء المره في عصرهم أشقى وبلغ ذلك الملك الكامل فلم يعاقبه وعفا عنه ، وكان من عدله ألا يتجاسر أحد أن يظلم أحدا . شنق جماعة من الأجناد أخذوا شعيرا لبعض الفلاحين بأرض أمد ، واشتكى إليه بعض الركبدارية أن أستاده استعمله ستة أشهر بلا أجرة ،
فأحضر الجندى وألبسه ثياب الركبدار ، وألبس الركبدار ثياب الجندى ، وأمر الجندى أن يخدم الركبدار ستة أشهر على هذه الهيئة ، ويحضر الركبدار الموكب والخدمة حتى ينقضي الأجل ، فتأدب الناس بذلك غاية الأدب . وكانت له اليد البيضاء فىي رد ثغر دمياط إلى المسلمين بعد أن استحوذ عليه الفرنج ، وبني مدينة عند مفترق البحرين وسماها المنصورة ، ونزل ما بعساكره ، ورابط الفرنج أربع سنين حتى استنقذ دمياط منهم ومن شعره يستحت أخاه الأشرف من بلاد الجزيرة .
يا مسعفى إن كنت حقا مسعفى فارحل بغير تقند وتوقف واطو المنازل والديار ولا تنخ إلا على باب المليك الأشرف قبل يديه لا عدمت وقل له عنى بحسن تعطف وتلطف إن مات صنوك عن قريب تلقه ما بين حد مهند ومثقف أو تبط عن إنجاده فلقاؤه يوم القيامة في عراض الموقف
وهو الذى بنيي بالقاهرة دار الحديث بين القصرين يقال لها الكاملية ، [ و ] كانت مدة ملكه لمصر - نائبا عن أبيه ومستقلا بعده - نحوا من أربعين سنة ، وعمره حين توفى نحو ستين سنة ، وكانت وفاته بدمشق فى شهر رجب سنة خمس وثلاثين وستمائة التاسع : السلطان الملك الصالح نجم الدين أيوب بن السلطان الملك الكامل محمد بن السلطان الملك العادل أبى بكر ابن أيوب بن مر وان، ، كان ملكا مهابا ، عالى الهمة ، عفيفا طاهر اللسان والديل ، شديد الوقار ، كثير الصمت ، جمع من المماليك الترك مالم يجمع غيره من أهل بيته ، [و] كان أكثر أمراء العسكر مماليكه ، وتسلطن من مماليكه جماعة منهم الملك المعز أيبك التركماني ، والسلطان الملك المظفر قطز والسلطان الملك الظاهر بيبرس ، والسلطان الملك المنصور قلاون ورتب جماعة من المماليك خول ذهليزه وسماهم البحرية ، وكان لا يجسر أحد أن يخاطبه إلاجوابا ، ولا يتكلم أحد بحضرته
ابتداء ، وكانت القصص توضع بين يديه مع الخدام . فيكتب عليها بيده وتخرج للموقعين ، وكان لا يستقل أحد من أهل دولته بأمر من الأمور إلا بعد مشاوربه بالقصص ، وكان غاويا بالعمارة ، وبني الصالحية وهى بليدة بالسانح وبني له با قصورا للتصيد ، وبني قصرا عظيما بين مصر والقاهرة وسماه بالكبش ، وبني المدرسة الصالحيه بين القصرين ، ورتب فيها المذاهب الأربعة ، والأن فيها القضاة زالأربعة من أربعة مذاهب ، وبنى بحذاثما التربة له ، وكانت أم الملك الصالح جارية سوداء تسمى ورد المنى ، غشيها السلطان الملك الكامل فحملت بالملك الصالح ، وكانت مملكته للديار المصرية تسع سنين وتمانية أشهر وعشرين يوما ، توفى على المنصورة في منتصف شعبان سنة سبع وأربعين وستمائة ، وكان مرابطا با لأجل الفرنج
فكما أن السلطان الملك الصالح تاسع السلاطين من بنى أيوب فكذلك مولأنا السلطان الملك المؤيد تاسع سلاطين الترك فنرجو من الله تعالى أن تكون أيامه سعيدة كما كازت أيام السلطان الملك الصالح ، ويعطى من الخيرات وبسط الملك ما أعطى ذاك ، إنه على ما يشاء قدير ، وبالإجابة جدير
Shafi da ba'a sani ba