Takobin Muhannad
al-Sayf al-muhannad fi sirat al-Malik al-Muʾayyad
Nau'ikan
تفارقه ، ورد حمل البطيخ، فخرج الفلاح بحمله ، وفى يده الحاجب ، فاستفك نفسه منه بثلاثمائة دينار . وأسقط مرة بعض المكوس ، فقال رجل من المستوفين . ياسلطان العالم إن هذا يعدل ستمائة ألف دينار وأكثر ، فقال : ويحك إن المال مال الله ، والعباد عبيده ، والبلاد بلاده وإنما يبقى هذا إلى ، ومن نازعى في هذا ضربت عنقه وكانت وفاته ليلة الجمعة النصف من شوال سنة خمسر وثمانين وأربعمائة عن سبع وثلاثين سنة وخمسة أشهر وكانت مدة مملكته من ذلك تسع عشرة سنة وأشهرا الخامس : بركياروق أبو المظفر بن السلطان ملك شاه ، وكان ملكا عالى الهمة ، مسعودا في حركاته ، وكان مع ذلك ملازما للشراب والإذمان عليه ، توفى سنة أربع وسبعين وأربعمائة ، وأقام في السلطنة اثنبى عشرة سنة وأشهرا .
السادس : تاج الدولة أبو سعيد تتش بن ألبى أرسلان ابن داود بن سلجوق بن دفاق ، صاحب البلاد الشرقية والحلبية ، وكان قد جرى بينه وبين ابن أخيه بركياروق مشاجرات أدت إلى المحاربة ، فتوجه إليه وتصاقا بالقرب من مدينة
الرى يوم الأحد سابع عشر صفر سنة تمان وثمانين ، فانكسر تتش ، وقتل فى المعركة ذلك النهار السابع . فخر الملك رضوان بن تتش صاحب حلب ، توفى فى سلخ جمادى الأولى سنة سبع وخمسمائة الثامن : دقاق شمس الملوك أبو نصر بن تتش تاج الدولة صاحب الشام ، توفى فى رمضان سنة سبع وتسعين وأربعمائة التاسع : السلطان ينجر بن ملك شاه ، سلطان خراسان وغزنة ، وما وراء النهر ، وخطب له بالعراقين ، وأذربيجان، وأران ، وأرمنية ، والشام ، والموصل ، وديار بكر وربيعة ، والحرمين ، ويلقب بالسلطان الأعظم معز الدين ، كان من أعظم الملوك همة وأكثرهم عطاء . وذكر عنه أنه اصطبح خمسة أيام متوالية ، ذهب في الجود بها كل مذهب ، فبلغ ما وهبه من العين سبعمائة ألف دينار ، غير ما أنعم به من الخيل والخلع والآثاث وغير ذلك واجتمع فىي خزائنه من المال ما لم يجتمع في خزائن أحد من
الملوك الأكاسرة . وقال له خازنه يوما ، حصل في خزانتك ألف توب ديباج أطلس ، وأحب أن تبصرها ، فسكت وظننت أنه رضى بذلك ، فأبرزت جميعها ، وقلت أما تنظر إلى مالك فتحمد الله تعالى على ما أعطاك؟ فحمد الله ثم قال ، يقبح لمثل أن يقال : مال إلى المال ، وأمر للأمراء أن يدخلو عليه فدخلوا ، ففرق عليهم تلك الثياب .
واجتمع عنده من الجوهر ألف وتلائون رطلا ، ولم يسمع عند أحد من الملوك بمثل هذا ولا بما يقاربه ، ولم يزل أمره في أزدياد وسعادة وافرة إلى أن ظهرت عليه الأغز فى ثمان وأربعين وخمسمائة ، فوقعت بينهم وقعة عظيمة ، ثم كسروه وفرقوا شمله ، وقتلوا منهم خلقا لأيحصون ، وأسروا السلطان سنجر ، وأقام فى أسرهم مقدار خمس سنين ، ثم أفلت من الأسر وعاد إلى خراسان . وتوفى يوم الإننين رابع عشر ربيع الأول من سنة اثنتين وخمسين وخمسمائة بمرو ودفن فيها .
وانقطع بموته استبداد الملوك السلجوقية بحراسان على أكثر مملكة خوارزم شاه بن محمد بن أتوشتكين ، وقطعت الخطبة ببغداد للسلجوقية عند وصول خبر موته فى أيام المقتفي لأمر الله قال ابن الجوزى . وكانت البلاد آمنة فى زمانه ، فجلس
على سرير الملك إحدى وأربعين سنة ، وقبله فى النيابة عن أخيه نحوا من عشرين سنة ، ولم يكن أحد من الخلفاء والسلاطين أقام هذه المدة ، فإنها تناهز ستين سنة فكما أن السلطان سنجر هو التاسع من سلاطين بنى سلجوق ، والمسعود منهم بالمال الكثير ، والدولة الطويلة ، وكذلك مولانا السلطان المؤيد تاسع سلاطين الترك ، فنرجو من الله تعالى أن تكون أيامه طويلة محفوفة بالسعادات ، وبكثرة الخيرات . إنه على ذلك قدير وبالإجابة جدير .
وأما دولة الجنكزية فأول ملوكهم جنكزخان اللعين ، وكان ظهوره وعبوره نهر جيحون فى سنة ست عشرة وستمائة ، وهم طائفة كانوا يسكنون جبال طغاج من أرض الصين ، ولغتهم مخالفة للفة سائر التتر ، وهم من أشجعهم وأصبرهم على القتال ، وكان في أبتداء أمره خصيصا عند الملك أونك خان ، وكان إذ ذاك شابا حسنا ، وكان اسمه أولا تمرجى
ثم لما عظم سمى نفسه جنكزخان ، وقد كانت أمه تزعم أنها حملت به من شعاع الشمس . فلهدا لا يعرف له أب ، والظاهر أنه مجهول النسب، وكان سبب اتضاله بالملك أن أونك خان قد غضب بسبب وشى وشاة عنده ، فأخرجة من عنده ولم يقتله ، لأنه لم يجد له طريقا على قتله ، وكان الملك قد غضب على مملوكين من خواصه قهربا منه ، ولجأ إلى جنكزخان فأكرمها وأحسن إليهما ، فأخبراه من أن نية الملك أن يقتله ، فأخذ جنكزخان جذره ، وجمع خلقا كثيرا من طائفته ، ثم صار ناس يفرون من أونك خان ويذهبون إليه ، حتى اجتمع عنده جمع كثير ، فقويت شوكته ، وكثرت جنوده ، ثم حارب مع أونك خان ، فظفر به وقتله ، وغلب على مملكته ، وانضاف إليه عدده وعدده ، وعظم أمره ، وبعد صيته ، وخضعت له قبائل الترك ببلاد طمغاج كلها ، حتى صار يركب في تمانمائة ألف مقاتل ، وأكبر القبائل قبيلة التى هو من أصلهم يقال لها : قنات، ثم شرع يحارب مع السلطان علاء الدين خوارزم شاه ، صاحب بلاد خراسان
والعراق وأذربيجان ، فأخر الأمر كسره وغلبه ، واستحوذ على سائر بلاده ، وعظم أمره جدا . وقال الجوينى كان يصطاد من السنة ثلائة أشهر ، والباق للحرب والحكم ، وكان يضرب الخلقة يكون مابين طرفيها ثلائة أشهر ، ثم تتضايق فيجتمع فيها من أنواع الحيوانات شىء كثير لا يحد كثرة . وتوفى اللعين في سنة أربع وعشرين وستمائة ، ولما توفي جعلوه فى تابوت من حديد ، وربطوه بسلاسل وعلقوه بين جبلين هنالك . وخلف أولادا كثيرة . ولكن خمسة منهم عظماؤهم ، توشى ، وهرتوك ، وباطو ، وبركة ، وبركجان ، ملك كل منهم إقليما .
Shafi da ba'a sani ba