Ƙidaya Matsananciyar Hikima
صيد الخاطر
Mai Buga Littafi
دار القلم
Lambar Fassara
الأولى
Inda aka buga
دمشق
وفي الجملة، إنما اخترعوا بآرائهم طريقًا: فيها شيء من الرهبانية إذا صدقوا، وشيء من البهرجة١ [إذ] ٢ نصبوا شباك الصيد بالتزهد! فسموا ما يصل إليهم من الأرزاق فتوحًا٣!!
٤٨٧- قال ابن قتيبة٤ في "غريب الحديث" عند شرح قوله ﷺ: "واليد العليا ... "٥، قال: "هي المعطية". قال: "فالعجب عندي من قوم يقولون: هي الآخذة! ولا أرى هؤلاء القوم إلا قومًا استطابوا السؤال، فهم يحتجون للدناءة، فأما الشرائع، فإنها بريئة من حالهم".
٤٨٨- وفي الحديث٦: ضاق البلد بمواشي إبراهيم وَلُوْطٍ ﵉ فافْتَرَقا.
٤٨٩- وكان شعيب ﵇ كثير المال، ثم قد ند طمعه في زيادة الأجر من موسى ﵇، فقال: ﴿فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِنْدِكَ﴾ [القصص:٢٧] .
٤٩٠- وكان ابن عقيل ﵀ يقول: من قال: إني لا أحب الدنيا، فهو كذاب، فإن يعقوب ﵇ لما طلب منه ابنه بنْ يامين٧، قال: ﴿هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ﴾ [يوسف: ٦٤] فقالوا: ﴿وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ﴾ [يوسف: ٦٥] فقال: خُذُوْهُ.
٤٩١- وقال بعض السلف: من ادعى بغض الدنيا، فهو عندي كذاب إلى أن يثبت صدقه، فإذا ثبت صدقه، فهو مجنون.
٤٩٢- وقد نفر جماعة من المتصوفة خلقًا من الخلق عن الكسب، وأوحشوا بينهم وبينه، وهو دأب الأنبياء والصالحين، وإنما طلبوا طريق الراحة، وجلسوا على الفتوح، فإذا شبعوا، رقصوا، فإذا انهضم الطعام، أكلوا، فإذا لاحت لهم حيلة على
١ البهرجة: الزيف والباطل.
٢ في الأصل: إذا.
٣ الفتوح: العطايا الربانية.
٤ عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري "٢١٣-٢٧٦هـ": من أئمة اللغة والأدب ومن المصنفين المكترثين.
٥ رواه البخاري "١٤٢٩"، ومسلم "١٠٣٣" عن ابن عمر ﵁.
٦ يستعمل المؤلف كلمة الحديث بمعناها اللغوي في أكثر من موضع، فلعلّ منه هذا.
٧ هو ابن يعقوب ﵇ من زوجته راحيل، وبن يامين معناه: ابن اليمين.
1 / 167