118

Ƙidaya Matsananciyar Hikima

صيد الخاطر

Mai Buga Littafi

دار القلم

Lambar Fassara

الأولى

Inda aka buga

دمشق

Nau'ikan

Adabi
Tariqa
عرضت المخلوفات على السمع والبصر، فأوصلا إلى القلب أخباره، من أنها تدل على الخالق، وتحمل على طاعة الصانع، وتحذر من بطشه عند مخالفته. وإن عنى معنى السمع والبصر؛ فذلك يكون بذهولهما عن حقائق ما أدركا شُغْلًا بالهوى، فيعاقب الإنسان بسلب معاني تلك الآلات، فيرى، وكأنه ما رأى، ويسمع، وكأنه ما سمع، والقلب ذاهل عما يتأذى به؛ فيبقى الإنسان خاطئًا على نفسه، لا يدري ما يراد به، لا يؤثر عنده أنه يبلى، ولا تنفعه موعظة تجلى، ولا يدري أين هو، ولا ما المراد منه، ولا إلى أين يحمل؛ وإنما يلاحظ بالطبع مصالح عاجلته، ولا يتفكر في خسران آجلته، لا يعتبر برفيقه، ولا يتعظ بصديقه، ولا يتزود لطريقة، كما قال الشاعر: الناس في غفلةٍ والموت يوقظهمْ ... وما يفيقون حتَّى ينفد العُمُرُ يشيعون أهاليهمْ بجمْعهمُ ... وينظرون إلى ما فيه قد قبرُوْا١ ويرجعون إلى أحلام غفلتِهِمْ ... كَأَنَّهُمْ مَا رَأَوْا شَيْئًا وَلَا نَظَرُوْا وهذه حالة أكثر الناس، فنعوذ بالله من سلب فوائد الآلات، فإنها أقبح الحالات.

١ في حاشية الأصل: في الأحمدية: قد قبروا، قلت: وفي المصرية: قد فتروا، وهو تصحيف.

٦٣- فصل: لا يتمكن العشق إلا مع واقف جامد ٣٣١- نظرت فيما تكلم به الحكماء في العشق وأسبابه وأدويته، وصنفت في ذلك كتابًا سميته بـ "ذم الهوى"، وذكرت فيه عن الحكماء أنهم قالوا: سبب العشق حركة نفس فارغة، وأنهم اختلفوا: فقال قوم منهم: لا يعرض العشق إلا لظراف الناس، وقال آخرون: بل لأهل الغفلة منهم عن تأمل الحقائق١. ٣٣٢- إلا أنه خطر لي بعد ذلك مَعْنًى عجيب، أشرحه ها هنا، وهو أنه لا يتمكن العشق إلا مع واقف جامد، فأما أرباب صعود الهمم، فإنها كلما تخايلت ما

١ ذم الهوى ص "٢٨٩".

1 / 120