Awon Acmaq
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Nau'ikan
تختلف الوقائع بالنسبة للناطقين الذين تتبنى خلفيتهم اللغوية صياغة مختلفة لهذه الوقائع. (ورف، ص235)
ليس بوسع أحد أن يصف الطبيعة بحيدة مطلقة، إنما هو مقيد بطرائق معينة من التأويل، حتى إذا كان يرى نفسه حرا إلى أبعد حد. (ورف، ص214)
ومن يرد أن يكون أكثر حيدة وأقل تبعية للطبيعة فعليه أن يصير عالما لغويا استأنس بكثير من الأنساق اللغوية التي تختلف فيما بينها اختلافا عميقا، وهو شأن لم يبلغه أحد من علماء اللغة حتى الآن.
تعج فقرات سابير وورف باستعارات الجبر والإرغام: تفكيرنا واقع «تحت رحمة» لغتنا. إنه «مقيد» بها. «لا أحد حر» في وصف العالم بطريقة محايدة. نحن «مرغمون» على قراءة ملامح معينة في العالم.
28
تسمى وجهة الرأي القائلة بأن اللغة تحدد طريقة تفكيرنا تحديدا تاما «الحتمية اللغوية»
Linguistic determinism ، وقد كان هردر وهامان فيما يبدو يطابقان بين اللغة والفكر في بعض الأحيان. وهما - في هذه الصيغ على الأقل - يقتربان من القول بالحتمية اللغوية. (2-5) النسبية اللغوية والميتافيزيقا
ولا نعدم بين المفكرين من ربط بين هذه المسائل وبين بعض المسائل الميتافيزيقية، فذهب جراهام
A. C. Graham
مثلا إلى أن هناك فروقا شاسعة بين اللغات البشرية، وأن كثيرا من المفاهيم والمقولات (مثل: الموضوع الفيزيقي، السببية، الكم ...) التي اعتبرها مفكرون مثل أرسطو وستروصن محورية بل لازمة ولا غنى عنها للتفكير الإنساني، ما هي إلا ظلال محدودة تلقي بها بنية اللغات الهندوأوروبية. يقال إن هذه التصورات ليس لها نظائر في كثير من اللغات غير الهندوأوروبية كالصينية (فإذا صح ذلك لأمكن قيام صيغة من النسبية اللغوية. غير أن هذه الصيغة لم تؤيدها أدلة تجريبية قوية، وأغلب الآراء السائدة الآن تقف في الطرف المقابل).
Shafi da ba'a sani ba