إملاء الحافظ زكي الدين أبي محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري (ت 656 ه)
رواية الشيخ نور الدين علي بن إسماعيل بن إبراهيم المخزومي عنه رواية شيخنا زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن منازل الغزي عنه
Shafi 32
سماعا منه لكاتب هذه الأحرف: أبي الخير محمد بن حماد بن عبد الرحيم المارديني الحنفي بسم الله الرحمن الرحيم
أخبرنا الشيخ الإمام الحافظ العلامة زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري قراءة عليه ونحن نسمع في العاشر من المحرم سنة ست وخمسين وستمائة, قال:
Shafi 33
1- أخبرنا الشيخان الشيخ المسند أبو حفص عمر بن محمد بن معمر [بن طبرزد] البغدادي بقراءتي عليه بدمشق, والشيخ أبو محمد عبد الله بن أبي بكر بن أبي القاسم البغدادي في كتابه إلي من بغداد, واللفظ له, قالا: أخبرنا القاضي أبو بكر محمد بن عبد الباقي بن محمد الأنصاري قراءة عليه ونحن نسمع, أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي الجوهري قراءة عليه وأنا أسمع, أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن كيسان قراءة عليه فأقر به, أخبرنا يوسف -يعني ابن يعقوب- القاضي, حدثنا أبو الربيع, حدثنا حماد بن زيد, عن غيلان بن جرير, عن عبد الله بن معبد الزماني, عن أبي قتادة رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صيام يوم عاشوراء, إني أحتسب على الله عز وجل أن يكفر السنة التي قبله)).
هذا حديث صحيح انفرد به مسلم بن الحجاج, فرواه في صحيحه مطولا:
* عن أبي زكريا يحيى بن يحيى بن بكر بن عبد الرحمن النيسابوري التميمي, ويقال: مولى لبني منقر:
توفي سنة ست, ويقال: سنة خمس وعشرين ومائتين.
احتج به الإمامان في صحيحيهما.
وأبي رجاء قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي مولاهم البلخي البغلاني:
Shafi 35
احتج به الإمامان.
توفي سنة أربعين ومائتين في شعبان.
واسمه يحيى, وقتيبة لقب.
عن أبي إسماعيل حماد بن زيد بن درهم الأزدي مولاهم البصري الأزرق:
احتج به الإمامان.
توفي في شهر رمضان سنة تسع وسبعين ومائة.
Shafi 36
عن غيلان بن جرير المعولي البصري:
احتج به الإمامان.
وقيده بعضهم بفتح الميم, وسكون العين, وفتح الواو.
ومنهم من قيده بكسر الميم, وسكون العين, وفتح الواو.
ومنهم من قيده بضم الميم, وفتح العين, وكسر الواو وتشديدها.
وهم بطن من الأزد.
عن عبد الله بن معبد الزماني:
وهو ممن انفرد مسلم بن الحجاج بإخراج حديثه.
Shafi 37
وزمان بكسر الزاي والميم مشددة, بطن من ربيعة.
عن أبي قتادة:
الحارث بن ربعي بن بلدمة الأنصاري السلمي المديني, أحد الصحابة المخرج حديثهم في الصحيحين.
توفي سنة أربع وخمسين بالمدينة, وقيل مات بالكوفة سنة ثمان وثلاثين, وصلى عليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه, وكبر عليه سبعا رضي الله عنهم.
والأول أظهر وأرجح.
Shafi 38
وصحح بعضهم الثاني.
وبلدمة بفتح الباء الموحدة وسكون اللام وفتح الدال المهملة, ويقال: بلدمة بالضم, والأول أشهر, ويقال: بلذمة, بالذال المعجمة المضمومة.
وقع لنا بدلا عاليا بحمد الله تعالى ومنه, فكأنني سمعته من أبي عبد الله الفراوي.
وكانت وفاته بنيسابور في شوال سنة ثلاثين وخمسمائة رضوان الله عليهم أجمعين.
Shafi 39
2- أخبرنا الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل بن علي المقدسي بقراءتي عليه, أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم الأصبهاني, أخبرنا أبو طاهر محمد بن الحسن بن محمد الحنائي بدمشق, أخبرنا أبو علي أحمد بن عبد الرحمن بن أبي نصر التميمي, أخبرنا [القاضي] أبو بكر يوسف بن القاسم الميانجي, حدثنا أبو محمد شعيب بن أحمد بن أبي عمرو ختن البراثي, حدثنا سليمان بن توبة, عن أبي النضر, حدثنا الأشجعي, عن عمرو بن قيس الملائي, عن الحر بن الصياح, عن هنيدة بن خالد الخزاعي, عن حفصة رضي الله عنها قالت: ((أربع لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يدعهن: صيام عاشوراء, والعشر, وثلاثة أيام من كل شهر, وركعتان قبل الغداة)).
أخرجه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده, وأبو بكر ابن أبي شيبة في مسنده أيضا, كلاهما عن أبي النضر هاشم بن القاسم.
وأخرجه النسائي في سننه عن أبي بكر ابن أبي النضر عن أبيه.
Shafi 41
وقد اختلف عن هنيدة بن خالد في إسناده:
فروي عنه عن حفصة كما أوردناه.
وروي عنه عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم , ولم يسمهما.
وروي عنه عن أمه عن أم سلمة.
والبراثي: منسوب إلى براثا موضع ببغداد متصل بالكرخ, وهو بفتح الباء الموحدة وبعدها راء مهملة مفتوحة وبين الألفين ثاء مثلثة.
Shafi 42
والأشجعي هذا: كوفي, كنيته أبو إسحاق, وليس هو الأشجعي صاحب سفيان الثوري, فإن ذاك كنيته أبو عبد الرحمن, واسمه عبيد الله بن عبيد الرحمن بالتصغير فيهما, وقيل عبد الرحمن مكبرا, وذكر بعضهم أن الأشجعي المذكور في هذا الحديث هو عبيد الله صاحب سفيان الثوري, والصحيح الأول, وقد وقع لنا منسوبا في هذا الحديث عن أبي النضر قال: حدثنا أبو إسحاق الأشجعي في كتاب النسائي وغيره.
- والحر: بضم الحاء وتشديد الراء المهملتين.
- والصياح: بفتح الصاد المهملة وتشديد الياء آخر الحروف, وبعد الألف حاء مهملة.
- وهنيدة: بضم الهاء وفتح النون وسكون الياء آخر الحروف, وبعدها دال مهملة مفتوحة, وتاء تأنيث, وهو تشبيه بهبيرة بضم الهاء, وفتح الباء الموحدة, وسكون الياء آخر الحروف, وبعدها راء مهملة, وتاء تأنيث.
Shafi 43
وهذه الترجمة لم يذكرها عبد الغني بن سعيد, ولا الأمير أبو نصر ابن ماكولا.
وقد أخرج مسلم في صحيحه من حديث الأسود بن يزيد, عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط)).
وفي رواية: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم العشر)).
وقد أشار بعض أهل الحديث إلى الجمع بين حديث عائشة وحديث حفصة رضي الله عنهما الذي قبله, فقال: ((يحتمل أن تكون عائشة لم تعلم بصومه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان له تسع نسوة, يقسم لهن, ولا يكون عندها في سائر العشر, وقد كان صلى الله عليه وسلم يصوم يوم الإثنين والخميس فلعله لم يتفق صيامه في يومها إلا في أحد هذين اليومين فلم تعلم بصومه أيام العشر)), هذا آخر كلامه.
Shafi 44
وحديث عائشة صحيح, وحديث حفصة قد تقدم الاختلاف فيه على هنيدة بن خالد.
3- أخبرنا الحافظ أبو محمد القاسم ابن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن الدمشقي في كتابه إلي منها, قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني في كتابه إلي من ثغر الإسكندرية, أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسين بن علي الربعي في آخرين, قالوا:
Shafi 45
أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد [بن محمد] بن مخلد البزاز, حدثنا أبو جعفر محمد بن عمرو بن البختري الرزاز, حدثنا محمد بن عبد الملك الدقيقي, حدثنا علي بن الحسن بن سليمان, حدثنا ابن إدريس, عن حصين, عن مجاهد, عن عبيد بن عمير, قال: كان إذا جاء الشتاء قال: (([يا] أهل القرآن طال الليل لقراءتكم فقوموا, وقصر النهار لصيامكم فصوموا)).
4- أخبرناه أبو الحسن الثغري بقراءتي عليه, أخبرنا أو أنبأنا أبو طاهر السلفي فذكره.
Shafi 47
5- أخبرنا الفقيه أبو الحسن المالكي بقراءتي عليه, أخبرنا الفقيه أبو طاهر الشافعي قراءة عليه, قال: وأنشدنا أبو محمد بن السراج لنفسه يمدح أصحاب الحديث:
لله در عصابة ... يسعون في طلب الفوائد
يدعون أصحاب الحديث ... بهم تجملت المشاهد
طورا تراهم بالصعيد ... وتارة في ثغر آمد
يتتبعون من العلوم ... بكل أرض كل شارد
فهم النجوم المهتدى ... بهم إلى سبل المقاصد
Shafi 48
الصعيد: الناحية المشهورة بمصر, وقد حدث من أهلها جماعة كبيرة, والصعيد أيضا موضع قرب وادي القرى, به مسجد النبي صلى الله عليه وسلم , عمره في اجتيازه إلى تبوك.
والله أعلم أيهما أراد ابن السراج [في شعره], والأشبه أنه أراد الناحية بمصر؛ فإنه دخل مصر وأقام بها, [وسمع بها] من غير واحد, والله عز وجل أعلم.
آخر الجزء في فضل عاشوراء
إملاء الحافظ زكي الدين المنذري تغمده الله برضوانه.
Shafi 49