ها قد ابتلينا بموضوع جديد! وهل كلمة «أنا حر»، هذه الكلمة التي تثبت وجود الإنسان أمام الوجود، هل هي أثيمة إلى هذا الحد؟ إن لي ذوقي وميولي ومطالبي ورغباتي وكلها تختلف عن ذوق أخي وميوله ومطالبه ورغباته. لا يعني هذا أني أفضله أو أنه يفضلني. كل طبيعة حسنة منسجمة في ذاتها. ولكنه عندما ينصحني ويعنفني يقدر أني مثله تماما، ويجردني من نفسي، ولا يتصور أني أختلف عنه كل الاختلاف، فحبذا لو تفاهمنا مرة واحدة ووضعنا حدا لمثل هذه المناقشات. لكل منا فطرته وحريته، ولي حريتي وأريد أن أتمتع بها.
مدام سالم (وقد طفح كيل تعجبها) :
يا ابني دا أخوك. يكبرك بعشرين سنة. دا رباك زي أبوك. دا هو احتضنك ورباك. وأنت مخطئ تتبع سبل الضلال، ولما يجي ينصحك تقوم أنت تتجاسر تقول له «أنا حر!»
شفيق (متتبعا باهتمام تحني هذا المنطق الأعوج) :
من يسمعك قائلة إني أسير في «سبل الضلال» يحسب أني ... (يصمت فجأة؛ إذ يأنف متابعة جدال كهذا، ثم يقول بشيء من المرارة)
تلومونني لأني لا أطيل الجلوس معكم، وهل من عجب وكل جلسة كهذه الجلسة؟
متاتياس (يتنحنح كعادته ليقول شيئا خطيرا) :
وكم دفعت ثمن الأرغن الذي جئت به البارحة؟
شفيق (بتأدب) :
هذا أمر لا يعني غيري.
Shafi da ba'a sani ba