وارفق بهم فَإِنَّهُم بِمَنْزِلَة الْوَحْش فَقَالَ رَجَوْت نصرتك وجئتني بخذلانك جَبَّار فِي الْجَاهِلِيَّة خوار فِي الْإِسْلَام بِمَاذَا شِئْت أتألفهم بِشعر مفتعل أَو بِسحر مفترى هَيْهَات هَيْهَات مضى النَّبِي ﷺ وَانْقطع الْوَحْي وَالله لأجاهدنهم مَا استمسك السَّيْف فِي يَدي وَإِن مَنَعُونِي عقَالًا قَالَ عمر فَوَجَدته فِي ذَلِك أمضى مني وأحزم وأدب النَّاس على أُمُور هَانَتْ عَليّ كثيرا من مؤنتهم حِين وليتهم
فَعلم بِمَا تقرر عظم شجاعته وَلَقَد كَانَ عِنْده ﷺ وَكَذَلِكَ الصَّحَابَة من الْعلم بشجاعته وثباته فِي الْأَمر مَا أوجب لَهُم تَقْدِيمه للْإِمَامَة الْعُظْمَى إِذْ هَذَانِ الوصفان هما الأهمان فِي أَمر الْإِمَامَة لَا سِيمَا فِي ذَلِك الْوَقْت الْمُحْتَاج فِيهِ إِلَى قتال أهل الرِّدَّة وَغَيرهم
وَمن الدَّلِيل على اتصافه بهما أَيْضا قَوْله كَمَا فِي الصَّحِيح فِي صلح الْحُدَيْبِيَة لعروة بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ حِين قَالَ للنَّبِي ﷺ كَأَنِّي بك وَقد فر عَنْك هَؤُلَاءِ امصص بظر اللات أَنَحْنُ نفر عَنهُ أَو ندعه استبعاد أَن يَقع ذَلِك
قَالَ الْعلمَاء وَهَذَا مُبَالغَة من أبي بكر ﵁ فِي سبّ عُرْوَة فَإِنَّهُ أَقَامَ معبود عُرْوَة وَهُوَ صنمه مقَام أمته وَحمله على ذَلِك مَا أغضبهُ بِهِ من نسبته إِلَى الْفِرَار والبظر بموحدة مَفْتُوحَة فمعجمة سَاكِنة قِطْعَة تبقى بفرج الْمَرْأَة بعد الْخِتَان وَاللات اسْم صنم وَالْعرب تطلق هَذَا اللَّفْظ فِي معرض الذَّم
فَانْظُر كَيفَ نطق لهَذَا الْكَافِر الشَّديد الْقُوَّة والمنعة حِينَئِذٍ بِهَذَا السب الَّذِي لَا سبّ فَوْقه عِنْد الْعَرَب وَلم يخْش شوكته مَعَ قوتها بِحَيْثُ صدوا النَّبِي ﷺ عَن