307

Sarim Munki

الصارم المنكي في الرد على السبكي

Bincike

عقيل بن محمد بن زيد المقطري اليماني

Mai Buga Littafi

مؤسسة الريان

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

1424 AH

Inda aka buga

بيروت

في الجنة كلما غدا أو راح» (١) وقوله في الحديث الصحيح: «من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة» (٢) وقوله في الحديث المخرج في السنن: «بشر المشائين في الظلم إلى المسجد بالنور التام يوم القيامة» (٣)، وقوله في الحديث الآخر الذي رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه وابن خزيمة، وأبن حبان في صحيحيهما، «إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان» (٤) قال تعالى: ﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾ (التوبة ٠١٨)
إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على الترغيب في انتياب أمكنة المساجد والحث عليها، فمن تأملها وتأمل الأحاديث الواردة في القبر تبين له الفرق المبين بين الهدى والضلال والغي والرشاد والشك واليقين.
ومما يبين بطلان هذا التأويل الذي لم يعرف عن أحد من السلف والخلف قبل هذا المتأول، إنه لو كان هو المراد لكان أصحاب رسول الله ﷺ والتابعيون لهم بإحسان أحق الناس بالعكوف على قبره، وكثر انتيابه والازدحام عنده وتقبيله والتمسح به، وكانوا أشد الناس ترغيبًا للأمة في ذلك، بل المحفوظ عنهم الزجر عن مثل ذلك والنهي عنه.
وقد روى عبد الرزاق في مصنفه عن الثوري عن ابن عجلان عن رجل يقال له سهيل، عن الحسن بن الحسن بن علي أنه رأى قومًا عند القبر فنهاهم وقال: إن النبي ﷺ قال: «لا تتخذوا قبري عيدًا ولا تتخذوًا بيوتكم قبورًا وصلوا علي حيثما كنتم فإن صلاتكم تبلغني» (٥) .
وروى سعيد بن منصور في سننه عن عبد العزيز بن محمد فقال: أخبرني سهيل بن

(١) أخرجه البخاري ٢/١٤٨ رقم ٦٦٢ ومسلم ١/٤٦٣.
(٢) رواه مسلم ١/٤٦٢ وابن حبان ٣/٢٤٥. رواه مسلم ١/٤٦٢ وابن حبان ٣/٢٤٥، وأخرج ابن ماجه نجوه ١/٧٨١ من حديث أنس.
(٣) أخرجه أبو داود ١/٣٧٩ رقم ٥٦١ وأخرج الترمذي رقم ٢٢٣، وأخرج ابن ماجه نجوه ١/٧٨١ من حديث أنس.
(٤) أخرجه الترمذي ٥/١٢ رقم ٢٦١٧ وابن ماجه ١/٨٠٢ وأحمد ٣/٦٨ و٧٥-٧٦ وابن حبان ٣/١١٠ جميعًا من طريق دراج عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري والحديث ضعيف من أجل دراج
(٥) تقدم.

1 / 311