وروى (1) انه لما حضرت فاطمة صلى الله عليها الوفاة، دعت عليا (عليه السلام) فقالت: أمنفذ أنت وصيتي وعهدي، أو والله لاعهدن الى غيرك، فقال (عليه السلام): بلى أنفذها، فقالت (عليها السلام): إذا انا مت فادفني ليلا ولا تؤذنن بي أبا بكر وعمر، قال: فلما اشتدت عليها اجتمع اليها نساء من المهاجرين والأنصار فقلن: كيف اصبحت يا ابنة رسول الله (ص) فقالت: أصبحت والله عائفة لدنياكم (2) .
وروى عن أبي عبد الله (عليه السلام) وقد سأله أبو بصير فقال: لم لم يأخذ أمير المؤمنين فدكا لما ولي الناس، ولأي علة تركها؟ فقال: لأن الظالم والمظلومة قدما على الله وجازى كلا على قدر استحقاقه، فكره ان يسترجع شيئا قد عاقب الله عليه الغاصب وأثاب المغصوبة (3) .
وقد روى انه كان لأمير المؤمنين (عليه السلام) في ترك فدك اسوة برسول الله (ص) فانه لما خرج من مكة باع عقيل داره فلما فتح مكة قيل له: يا رسول الله ألا ترجع الى دارك فقال (عليه السلام): وهل ترك لنا عقيل دارا وأبى أن يرجع اليها، وقال: إنا أهل بيت لا نسترجع ما أخذ منا في الله عز وجل (4) .
وروى مرفوعا ، أن عمر بن عبد العزيز لما استخلف قال: أيها الناس اني قد رددت عليكم مظالمكم وأول ما أردها ما كان في يدي من فدك على ولد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وولد علي بن أبي طالب، فكان اول من ردها.
وروى أنه ردها بغلاتها منذ ولي، فقيل له: نقمت على أبي بكر وعمر فعلها، فطعنت عليها ونسبتهما الى الظلم والغصب، وقد اجتمع عنده في ذلك
Shafi 145