170

فقالت ديبوفا: «إنها لكذلك حقا!»

وسأله جوتشنكو: «كيف ذلك؟»

فلم يلتفت إليه سانين وقال ليوري: «هل تعتقد أنك تستطيع أن تستخلص فكرة الحياة عن الحياة من الكتب؟»

فأجابه يوري بدهشة: «أعتقد ذلك بلا شك.»

فقال سانين: «إذن فأنت مخطئ! إذا كان هذا صحيحا فإن المرء يستطيع أن يصب الإنسانية كلها في قالب واحد بأن يجعل الناس يقرءون كتبا تنزع إلى منحنى واحد. إن فهم الحياة لا يتأتى إلا من ملابسة الحياة نفسها في جملتها، وليس الأدب أو مظاهر العقل الإنساني إلا ذرة ضئيلة فيها. وليس في وسع أي نظرية عن الحياة أن تعينك عن تكوين فكرة عنها، لأن هذا رهن بمزاج كل فرد وخليق أن يختلف ذلك ما دام الإنسان حيا . وعلى هذا فمن المحال عليك أن تكون فكرة محدودة مضبوطة عن الحياة كما تريد أن ...»

فصاح يوري مغضبا: «ماذا تعني بقولك (من المحال)؟»

فقال سانين: «محال ولا شك! لو أن تكوين فكرة عن الحياة نتيجة نظرية محدودة تامة لوقف تقدم الفكر الإنساني. بل لانقطع. وهذا كلام لا يقبل. إن كل لحظة تنطق بكلمة جديدة، وواجبنا أن نصغي إليها وأن نفهمها دون أن نضع لأنفسنا قيودا وحدودا سابقة. وعلى أنه ما خير الجدل في هذا؟ رأيك ما تشاء. إنما أسألك يا من قرأت مئات من الكتب لماذا عجزت إلى الآن عن تكوين فكرة محددة عن الحياة؟»

فسأله يوري وبدا الغضب في عينيه: «لماذا تفرض أني لم أفعل ذلك؟ ربما كانت فكرتي عن الحياة كلها خطأ ولكن لي فكرة.»

فقال سانين: «حسن جدا. إذا كانت لك فكرة فلماذا تبغي غيرها؟»

وقالت سينا لنفسها: «ما أذكاه!» وأعجبت به أيما إعجاب، وجعلت تلحظه هو ويوري وأحست شيئا من الخجل، ولكنها كانت على هذا فرحة مسرورة، فكأنما كان الاثنان يتجادلان في أيهما يفوز بها.

Shafi da ba'a sani ba