فقال يوري: «عم مساء.»
وتلفت وراءه ليرى قوامه الطويل وخيل إليه أن امرأة رشيقة القد معتمدة على كتفه فخفق قلبه وذكر سينا وأحس الغيرة تدب في صدره لسانين.
وانطلقت عجلات المركبة تخطف الأرض وجعل الجواد ينفخ وهو يجري وخفيت عنهما النار والأصوات والضحكات وساد السكون، وتطلع يوري إلى السماء ورنا إلى نجومها المنثورة، ولما قاربا البلدة بدأت الأضواء تسطع هنا وههنا والكلاب تنبح.
وقال ريازانتزيف ليوري: «إن كوسما هذا فيلسوف. ألا ترى ذلك؟»
وكان يوري جالسا خلف صاحبه ينظر إلى عنقه فنبهه السؤال وأيقظه مما كان غارقا فيه من الخواطر السوداء وحاول أن يفهم ما ألقي إليه وأجاب بتردد: «آه، نعم!»
فقال ريازانتزيف وهو يضحك: «لم أكن أظن أن سانين فاجر إلى هذا الحد.»
ولم يكن يوري يحلم الآن فذكر منظر سانين ومحيا الفتاة الجميل في نور الكبريت وعاودته الغيرة، وما عتم أن طاف برأسه أن معاملة سانين للفتاة وضيعة مستوجبة للاحتقار فقال مجيبا صاحبه: «كلا، ما حسبته كذلك قط.»
وكان في صوته نبرة تهكم لم يلتفت إليها ريازانتزيف فألهب الجواد بالسوط وقال بعد فترة: «إنها فتاة جميلة أليست كذلك؟ وأنا أعرفها. حفيدة الشيخ الهرم.»
فصمت يوري وانقشعت عنه سحابة التفكير واقتنع بأن سانين رجل سوء.
وهز ريازانتزيف كتفيه ثم قال: «إلى الشيطان بها! وفي ليلة كهذه أيضا؟ وأراني أخذت كذلك. أسمع. ما قولك في أن نعود وأن ...»
Shafi da ba'a sani ba