Akwatin Da Ba Zai Dauki Mafarkai Ba
صندوق لا يتسع للأحلام: مجموعة قصصية
Nau'ikan
تأتي الخطوات الأولي خجلى ومتعثرة. يداري عثرته بدوران قصير. يعاود قراءة نوتته الموسيقية، ويطاوع إشارات قائده، وحينما يخدره اللحن يمتزجان معا، ويشتد وقع خطواته، فيطلق العنان لخفته كراقصة محترفة.
يدور تلك المرة بمهارة صانعا دوامته. يداعب روحي في صعوده، فألمحه وهو يرتطم بالجدران، وحينما أفصح عن شماتتي يسخر مني، ويهمس لي بأنه يتحرش بها ويوسوس لها لمجاراته، ولكن يخزيه قعودها.
في الشرفة، يتابعه فضولي آخر، تغريه رقصته، فيعقد طائرته الورقية، يباركها بأحلامه الوردية، ويحررها من قيدها لتصاحبه في صعوده.
يتحرران مع صعود اللحن، ترتقي معهما روحي، فتتخفف من أحمالها، وحينما أبدأ في التخلي عن معطفي تفاجئنا الزخات الأولى رقيقة كالندى، يبتسم لها، ويأخذه غروره، فيتباهى بخفته أمامها.
يزداد وقعها، تثقل القطرات وجهه، ومع توالي ضرباتها وشدتها يتخلى عن لحنه، يتوالى سقوطه، فيلمح خلو مقعد المايسترو، فيقدم قرابين طاعته وخضوعه.
ألمحه يرقد هامدا في بركته، وبجانبه تخمد الطائرة الورقية، فأحكم غلق معطفي، وأسرع خطاي.
صندوق لا يتسع للأحلام
تمتد اليدان النحيفتان، تتهامسان عبر السورين المتباعدين، لحد العناق حتى ينتبها للحظة الفراق على صوت أمهما تدعوهما إلى الذهاب.
هو يطلق روحه تسابقه على الدرج في هبوطه، لم تزعجه كسوره المتعددة، أو روائح الرطوبة ودورات المياه وعفن المخلفات، ولم يشاكس تلك القطة مع صغارها كعادته، بل كان كريما معها، فانسحب على أطراف أصابع قدميه، مانحا لها نصف وجبته المدرسية.
يحمل عنها حقيبتها المهترئة، ورغم ثقل الحقيبتين يحاول ألا يحني ظهره أمامها. يعقدان كفيهما ويحملان بينهما قلبيهما. قبل خطوات من مدرستها يودعها، ثم يمنحها نصف وجبته الآخر. تتعانق الأنامل الصغيرة لتبني أحلاما ليست بذات شروخ كبيوت الحارة الكبيرة.
Shafi da ba'a sani ba