لقريش قَالَ خرجنَا تجارًا فِي الْجَاهِلِيَّة وَعبد الله بن جدعَان حَيّ حِين خرجنَا فَلَمَّا سرنا نَحْو خمس عشرَة لَيْلَة نزلنَا ذَات لَيْلَة واشتهينا أَن نصبح بذلك الْمَكَان قَالَ فَنَامَ أَصْحَابِي وأصابني أرق شَدِيد فَإِذا هَاتِف يَهْتِف يَقُول // (من الطَّوِيل) //
(أَلا هلك البُهلول غيث بني فهر ... وَذُو العزّ وَالْمجد التّليد وَذُو الْفَخر)
فأجبته // (من الطَّوِيل) //
(أَلا أيّها النّاعي أَخا الْمجد والذّكر ... من الْمَرْء تنعاه لنا من بني فهر)
فَأَجَابَنِي الْهَاتِف // (من الطَّوِيل) //
(نعيت ابْن جدعَان بن عَمْرو أَخا النّدى ... وَذَا الْحسب القدموس والمنصب الْفَخر)
قَالَ فأحببته // (من الطَّوِيل) //
(لعمري لقد نوّهت بالسّيّد الّذي ... لَهُ الْفضل معلومٌ على ولد النّضر)
(فَأخْبر وَأخْبر إِن علمت وَفَاته ... فإنّك قد أخْبرت جلًاّ من الْأَمر)
فَأَجَابَنِي الْهَاتِف // (من الطَّوِيل) //
(مَرَرْت بنسوان يخمشن اوجهها ... عَلَيْهِ صباحًا بَين زَمْزَم والحِجر)
قَالَ فأجبته فَقلت // (من الطَّوِيل) //
(مَتى قد ثوى عهدي بِهِ مُنْذُ جمعةٍ ... وستةِ أيّام لغرّة ذَا الشّهر)
فَقَالَ الجني // (من الطَّوِيل) //
(ثوى مُنْذُ أيّام ثلاثٍ كواملٍ ... مَعَ الصّبح أَو فِي الصّبح مَعَ وضح الْفجْر)
قَالَ فَاسْتَيْقَظت الرّفْقَة وَهِي تتراجع بنعي ابْن جدعَان وَقَالَ إِن كَانَ أحد نعى بعز وَشرف فقد نعى ابْن جدعَان فَقَالَ الجني // (من الوافر) //
(أرى الأيّام لَا تبقي عَزِيزًا ... لعزّته وَلَا تبقي ذليلًا)
فأجبته وَقلت // (من الوافر) //
(وَلَا تبقي من الثّقلين حيًّا ... وَلَا تبقي الْجبَال وَلَا السهولا)
ثمَّ ذكر شَيْئا من رثاء الْإِنْس لَا نطول بِذكرِهِ رَجَعَ فَلم يزل عبد الدَّار يَلِي حجابة الْبَيْت وَولَايَة دَار الندوة واللواء حَتَّى هلك فَجعل قبل هلكه الحجابة بعده إِلَى ابْنه عُثْمَان بن عبد الدَّار وَجعل دَار الندوة إِلَى