إن آماله أوهى من نسيج العنكبوت، فليس المنذر ليخدم بغض الطماح ويساعده على الانتقام. وقد أرسلت أطلب ولدي من ابن ماء السماء، وعن قليل يعود رسولنا بما أرغم به أنف الحساد.
الحارث :
لا تستمسك بأهداب هذه الآمال الفارغة، فابن ماء السماء هو ألد أعداء امرئ القيس كما لا يخفى عليك، وما الطماح إلا مؤتمر بأمره، فلا أرى لنا من هذا الباب فرجا، سيما الآن وقد بلغ المنذر خبر عودة امرئ القيس بعساكر الأحلاف فلا يزداد إلا غضبا وهياجا. وما إخاله إلا يلح في طلبه بل يزيد في مطالبه ليتمكن من الثبات في وجه أعدائه، وعليه ما سوف تفعل إذا ثبت ملك العراق فعل الطماح واستصوبه؟
السموأل :
إني أجود بولدي ولا أخفر ذمتي (يدخل شيبوب) .
شيبوب :
رسول حمل إلينا هذه الرسالة.
السموأل (يفض الرسالة) : «من المنذر ملك العراق وسيد العرب إلى السموأل بن عاديا: ساءنا جدا ما أتيته من إجارة عدونا، وما الطماح إلا عامل بإرادتي فسيعلمك بمطالبي الجديدة؛ فهو المفوض في كل الأمور. والسلام.» وما تكون مطالب المنذر الجديدة؟
الحارث :
لا ندري ما يخبئ لنا الدهر من المحن. أرأيت كيف أن الطماح وسوس للمنذر أنه بلا الأدرع لا يتمكن من عدوه، وأنه لا ينال الأدرع إلا ما دام ولدك رهنا عنده يضمن له خضوعك.
Shafi da ba'a sani ba