245

وهذه لمعة من بوارق البيان ، وزهرة من حدائق الاحسان مما جمعته يد الأقلام ، وابتزته من صحائف الأعلام ، آثرت إثباتها في هذا التأليف تأليفا للنفوس ، وتفويفا للطروس ، وقد قيل : الشعر مؤتلف العقول ، ومختلف النقول ، وكفاه شرفا وفخرا (أن من الشعر لحكمة ، وأن من البيان لسحرا). ولله در ابن أوس الطائي (1) حيث يقول :

ولولا خلال سنها الشعر ما درى

بناة المعالي أين تبنى المكارم (2)

فمن ذلك لمعن بن أوس المزني (3).

لعمرك ما أهويت كفي لريبة

ولا حملتني نحو فاحشة رجلي

بعض العرب :

ولا يشتكيني الجار إن سار ظاعنا

ولا يشتكي ابن العم غيبي ومشهدي

أبو الأسود الدؤلي (*) ينصح ابنه (4):

العيش لا عيش إلا ما اقتصدت فإن

وتسرف وتقتر لقيت الضر والعطبا

Shafi 260