ومنهم الأديب الضارب بسهم لا يدرك له ضريب. حامل رايات النباهة ، حافظ آيات الروية والبداهة ، شيخ الأدب وفتاها ، ومصطافها ومشتاها عفيف الدين عبد الله بن الحسين (2) لا زال موفى الشأن من الشين. هو وإن كان ثقفي الأصل إلا أنه مثقف قناة النصل ، له في الأدب مكانة يعرفها من شاهد مكانه. ما سما إلى صهوة منه إلا امتطاها ، ولا شد كتيبة ذهنه عليها إلا سباها. ينظم الدراري أسلاكا ، ويجعل (3) خاطره لها أفلاكا. لا يتكلف نحو وعروض ، بل بسليقة أبانت له السنن والفروض. فمن ثم أخذ بمجامع القلوب وفق ما قيل (4):
حسن الحضارة مجلوب بتطرية
وفي البداوة حسن غير مجلوب (5)
وكم أنشد لسان حاله المطرب :
ولست بنحوي يلوك لسانه
ولكن سليقي يقول فيعرب
وقد أثبت له ما تغتبقه راحا ، وتملأ بمواهبه راحا. فمن ذلك قوله يخاطب الوالد :
أبا هاشم سدت الأنام بباذخ
من المجد مبني على الحزم والوفا
Shafi 220