148

قال صاحب اليتيمة : قرأت للصاحب فصلا في ذكره فاستملحته وهو ، (وأما ابن بابك وكثرة غشيانه بابك ، فإنما تغشى منازل الكرام ، والمنهل العذب كثير الزحام).

وكانت وفاته في سنة عشر وأربعمائة ببغداد. وشعره طبقة عالية ، ولعمري ان الطاعن عليه قد أغرب (في قوله ، وأدى به الحسد له إلى ما لا يتوهمه أحد ، ولكن سورة الحسد تقحم إلى أفظع من هذا) (2).

وهذا الصاحب بن عباد المذكور مع غزارة فضله ، وسجاحة خلقه (3) قيل : أنه كان أشد الناس حسدا لأهل الفضل والأدب ، وعلى هذا خيطت شواكل الفضل وأقراب العلم. فكان يعمل في أوقات العيد ومواسم النيروز شعرا ويدفعه إلى رجل ويقول له : قد نحلتك هذه القصيدة فامدحني بها في جملة الشعراء ، وكن الثالث من المنشدين. فيفعل الرجل ذلك ، فيقول له عند سماعه شعره في نفسه : أعد يا فلان فإنك مجيد محسن ، أحسنت يا أبا فلان قد

Shafi 160