ولكن إذا عن التذكار أذكى لواعج الهموم والأفكار (فنباري تلك الحمائم شجونا ونجاري تلك الغمائم شؤونا) (1):
وحنيني إذا تصدى لنفسي
صد لهوي عن ارتياد ارتياحي
فتنهل غمائم الغموم ، وتهمى سحائب الهوم ، وينكدر من العيش ما صفا ، وأنشد (2) (كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا) (3).
وما سمعت الحمام في فنن
إلا وخلت الحمام فاجاني
وكانت إقامتنا بهذا البندر ثلاثة أشهر إلا عشرة أيام ، وذلك مدة ذهاب البشير إلى الوالد وعوده. فخرجنا منه يوم الأحد لاثنتي عشرة ليلة بقيت من صفر سنة ثمان وستين وألف. ولا حاجة بنا إلى إثبات أسامي المنازل التي أتينا عليها في طريقنا هذا لاستعجامها واستبهامها. وما يتعلق به الغرض نذكره إن شاء الله تعالى.
فسرنا ثلاثة أيام في أرض تباهي زهر السماء بأزهارها ، ومجرتها بأنهارها ونورها بنورها ، وسحابها برحابها. لا يمتد الناظر إلا إلى يانع ناضر ، ولا تقع العين إلا على نهر وعين.
Shafi 151