قال الزمخشري : إن الببغا تقول : ويل لمن كانت الدنيا همته (2).
غريبة : حكى الشيخ كمال الدين الأدفوي في كتابه الطالع السعيد في ترجمة محمد بن محمد النصيبيني القوصي الفاضل المحدث الأديب : إنه أخبره أنه [حضر] (3) مرة عند عز الدين ابن البصراوي الحاجب بقوص ، وكان له مجلس يجتمع فيه الرؤساء والفضلاء والأدباء ، فحضر الشيخ علي الحريري وحكى : إنه رأى درة (4) تقرأ سورة يس ، فقال القوصي : وكان غراب يقرأ سورة السجدة ، فإذا وصل إلى محل السجود سجد فيقول : سجد لك سوادي ، واطمأن بك فؤادي. انتهى.
وأغرب القزويني في قوله : إن الببغا لا تشرب الماء وهو غلط البتة ، وأكثر قوتها ببلادها الموز ، وقصب السكر ، والله أعلم.
ومما رأيناه بهذا البندر من الحيوانات الغريبة : سنانير الزباد ، الواحد منها كالسنور الأهلي لكنه أطول منه جثة وذنبا ، ولونه إلى السواد أميل ، والزباد فيه شبيه بالوسخ الأسود اللزج ، ذفر الرائحة ، يخالطه طيب حسن يوجد في ابطيه ، وفي باطن أفخاذه ، وباطن ذنبه ، وحوالي دبره. ولم يبرح معه جماعة يلاعبونه ويحركونه حتى يعرق فيسيل الزباد ، فتمد له ملاعق الفضة ويؤخذ (5)
Shafi 134