108

بن كدام أنه قال : أن رجلا ركب البحر فانكسرت السفينة فوقع في جزيرة ، فمكث ثلاثة أيام لم ير أحدا ، ولم يأكل ولم يشرب فتمثل فقال :

إذا شاب الغراب أتيت أهلي

وصار القار كاللبن الحليب (1)

فأجابه صوت مجيب يسمع صوته ولا يرى شخصه وهو يقول :

عسى الكرب الذي أمسيت فيه

يكون وراءه فرج قريب (2)

فنظر فإذا سفينة أقبلت ، فلوح لهم فأتوه فحملوه فأصاب خيرا كثيرا.

كان شريح القاضي لا يقبل شهادة من ركب البحر ويقول : من لا يكون أمينا على نفسه لا يكون أمينا على غيره.

وفي الحديث : لا تركب البحر إلا حاجا ، أو معتمرا ، أو غازيا في سبيل الله ، فإن تحت البحر نارا ، وتحت النار بحرا.

وأراد عمر بن الخطاب يغزو قوما على البحر ، فكتب إليه عمرو بن العاص وهو عامله على مصر : يا أمير المؤمنين إن البحر خلق عظيم يركبه خلق صغير ، دود على عود. فقال عمر : لا يسألني الله عن أحد أحمله فيه.

امتنع حكيم من ركوب البحر فقيل له في ذلك فقال : إني لأكره أن أركب ما لا أملك عنانه ، ولا أضبط زمامه.

قيل لبعض التجار : ما أعجب ما رأيت في البحر؟ قال : سلامتي منه.

فائدة : إذا اضطرب البحر يتكئ الراكب على جانبه الأيمن ويقول : أسكن بسكينة الله. وقر بقرار الله ، واهدأ بإذن الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : أمان لأمتي من الغرق إذا هم ركبوا السفن أن يقولوا : بسم الله الملك ( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما

Shafi 120