قال الشيخ شهاب الدين بن العماد على القول بجواز الدخول مطلقًا: وإنما يباح لها الدخول بشروط إحداها: أن يأذن لها الزوج في ذلك فإن لم يأذن لها الزوج حرم عليها الدخول. قال: ويكره للزوج أن يأذن لها فيه. قال الغزالي ﵀ في الإحياء: ويكره له أن يدفع لها الأجرة، لأنه يعينها على المكروه هذا إذا قصدت دخولها الترفه، فإن دعت ضرورتها لدخولها لغسل من حيض أو نفاس أو جنابة أو وسخ، ولم يمكنها الغسل خارجه وجب عليه تمكينها من الدخول، وينبغي للقادر الحازم أن يخلى لها خلوة من نسوة ثقاة ودخولها ليلًا أفضل، وقد ذكر ذلك جماعة من السلف، وإذا أرادت دخولها لحيض أو نحوه مما لا بد لها منه تقصد بذلك النية من بيتها حتى يصير سعيها له عبادة. الشرط الثاني: أن لا يختلط النساء بالرجال الأجانب. الشرط الثالث: أن لا يدخلن إلا بمئزر سابغ من ظهور البشرة كسترة الصلاة ويشترك في ذلك الرجال والنساء على الأصح؛ لأن الله تعالى أحق أن يُستحى منه، فتجب السترة حتى لا يراه الله تعالى تاركًا أدبه وما أمره به، ولو أدخل الولي صبيًا الحمام وجب عليه ستره وكذا الصبية إن بلغا حد الشهوة. الشرط الرابع: أن لا يدخلن الحمام إلا مع نسوة مسلمين ولو دخلت امرأة مع نسوة كتابيات أو حربيات فوجهان: أصحهما في الشرح والروضة في كتاب النكاح والجزية: التحريم.
فصل
فيما يحصل للمرأة من المفاسد في خروجها
وما يحصل لها من الوزر
قال شيخنا: وفي مسند الإمام أحمد ﵁ أن النبي ﷺ قال: " أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى الطريق فهي زانية ". وقالت عائشة ﵂: " لو أدرك النبي ﷺ ما أحدث النساء بعده لمنعهن المساجد، كما منعت نساء بني إسرائيل ". متفق عليه. فهذا قولها في نساء زمانها فكيف لو رأت نساء زماننا، ولكن نسأل الله لنا ولهن العفو والعافية ولأمة محمد أجمعين.
مفاسد إتيان النساء الحمامات:
قال بعضهم: يترتب في إتيان النساء إلى الحمام مفاسد كثيرة منها: ترك الصلاة في وقتها. ومنها: إظهار الزينة التي أمرت بإخفائها عن الأجانب، وإظهارها للزوج. ومنها: التشويش على الرجال بما يظهر من تحت الإزار من الحلي والقماش الملون. ومنها: مشيها متمايلة. ومنها: إظهار رائحة الطيب ونحو ذلك من الفضائح التي تفعلها نساء بعض هذا الزمان فإن ذلك مما يفتح طرق الشيطان ويتأذى به كثير من الناس. وعن معاذ بن جبل ﵁ قال: أخوف ما أخاف عليكم فتنة النساء إذا تسورن الذهب ولبسن رياط الشام، وعصب اليمن فأَنْعَبْنَ الغنىّ، وكلفن الفقير ما لا يجد. رواه أحمد. وعن أبي أمامة ﵁ أن النبي ﷺ قال: إن إبليس - لعنه الله - لما أهبط إلى الأرض قال: رب اجعل لي بيتًا. قال: الحمام. قال: فاجعل لي مجلسًا. قال: الأسواق ومجامع الطرق. قال: فاجعل لي مصايد. قال: النساء. ". وفي الصحيح من حديث أسامة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء ". وفي صحيح مسلم: " فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ". وعن ابن مسعود ﵄ أن رسول الله ﷺ قال: " إذا خرجت المرأة استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون المرأة من ربها إذا هي في قعر بيتها ". رواه أبو داود والترمذي. ومن المفاسد المترتبة على دخول الحمام: أن المرأة المفسدة قد لا تتمكن من فعل ما تريد إلا بحجة الحمام فإن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان كما قال الله تعالى: (إن كيدكن عظيم) وقال لقمان لابنه وهو يعظه: يا بني اعص النساء في المعروف حتى لا يأتينك بالمنكر، واتق شرارهن، وكن مع خيارهن على حذر فإنهن لا يسارعن إلى خير بل هن إلى الشر أسرع. نسأل الله العافية بمنه وكرمه.
فصل
آداب وأحكام داخل الحمام
ويحترز داخل الحمام من النظر إلى الأبدان فإن نظرة إليها بشهوة حرام عليه، وسواء في ذلك بدن الأمرد والملتحي، وسواء في ذلك الوجه وغيره. ويحرم لمس جميع البدن بشهوة، ويجب إنكار ما يراه مخالفًا للسنة بيده أو بلسانه أو بقلبه كما ورد في الحديث الصحيح المشهور.
استتر سترك الله:
1 / 17