عماد الدين :
أفي مقام قصائد نحن؟ وهل هذا موضع الشعراء؟!
صلاح الدين :
إن السلطان سلطان يا عماد الدين في السلم والحرب، والشعراء شعراء في كل حال، فلا ينبغي أن يشغلنا عنهم زمان ولا مكان؛ فإنما هم ناشرو فضلنا، وألسن مدائحنا، والمخلدون لتذكارنا على أعقابنا، وكفى من فضلهم علينا أنهم لا يذكرون لنا إلا الحسنات، وما ظنك بهرم لولا سنانه؟ والرشيد لولا أبو نواسه؟ بل ما ظنك بسيف الدولة لولا متنبيه وأبو فراسه؟! الشعراء يا عماد الدين زينة مجالسنا، ومؤرخو أعمالنا، وفاكهة ندمائنا، وأدلاء فضلنا ومآثرنا، وحكماء عصورنا وممالكنا، وقد وصفهم رسولنا
صلى الله عليه وسلم
وامتدح شعرهم فقال: «إن من الشعر لحكمة» وقصارانا أو نقتدي برسول الله ونعم المقتدى.
يا غلام، قم بواجب إكرامهم إلى أن أحضر، وقل للوزراء والقواد أن يدخلوا (يخرج الخادم)
وأنت أيها الصديق فاكتم ما دار بيني وبينك من أمر الهدنة والأمل بانشقاق العدو وخلافه؛ فإني أخشى أن يفشو ذلك في الجيش فتوهن عزائمهم ويتولاهم الغرور والانخداع في نفوسهم، ويتكلوا في أمرهم على هذا الأمل من عدم القتال، وقد لا تصدق الآمال فتسوء العقبى وينقلب المصير.
الجزء الرابع (صلاح الدين - عماد الدين - بكر - عامر - خالد - زيد - حسان)
صلاح الدين :
Shafi da ba'a sani ba