(وقاتل أبو دجانة [39و] حتى أمعن , فعن الزبير قال: وجدت -أي غضبت في نفسي - , حين سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , السيف أي: الذي قال فيه: من يأخذه بحقه ثلاث مرات , وأنا ابن عمته فمنعنيه , وأعطاه أبا دجانة , فقلت: والله لأنظرن ما يصنع , فاتبعته , فأخذ عصابة حمراء أخرجها من ساق حقه , وكان مكتوبا على أحد طرفيها: (نصر من الله وفتح قريب) (3) , وفي طرفها الآخر: الجبانة في الحرب عار , ومن فر لم ينج من النار , فعصب بها رأسه , وقالت الأنصار: أخرج أبو دجانة عصابة الموت , أي: لأنهم كانوا يقولون ذلك إذا تعصب بها , فجعل لا يلقى أحدا إلا قتله , أي: وكان إذا كل ذلك السيف يشحذه , أي: يحده بالحجارة , ولم يزل يضرب به العدو حتى انحنى وصار كأنه منجل , وكان رجل من المشركين لا يدع لنا جريحا إلا ذفف عليه أي: أسرع قتله , فدعوت الله أن يجمع بينه وبين أبي دجانة , فالتقيا فاختلفا ضربتين , فضرب المشرك أبا دجانة , فاتقى بدرقته , فعضت الدرقة على السيف , وضربه أبا دجانة فقتله , ثم رأيته حمل بالسيف على رأس هند أي: بنت عتبة زوج أبي سفيان , وقيل غيرها , ثم رد السيف عنها , قال أبو دجانة: رأيت إنسانا يحمس الناس حمسا شديدا أي: يشجعهم , وبالشين المعجمة: يوقد الحرب ويثيرها , فعمدت إليه , فلما حملت عليه السيف ولول أي: دعا بالويل أي: قال: يا ويلاه , فعلمت [39ظ] أنه امرأة , فأكرمت سيف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , أن أضرب به امرأة. " (4) وقد قال أبو إسحاق بن خفاجة (1) في حق السيف (2): [من البسيط]
همم ترائت لو أن الموت صافحها ... لذل أو ذل منها وهو ظمآن
فكأن يخلق مهرا والدماء بها ... فلا تقل هي أنصاب وأوثان
موتى فإن خلقت أكفانها علمت ... أن الدروع على الأبطال أكفان
نفسي فداؤك لا كفؤ ولاثمن ... ولو غدا المشتري منها وكيوان
والتبر قد وزنوه بالحديد فما ... ساوى , ولكن مقادير وأوزان
12 - إذا زل عنها السهم أنت كأنها مرزأة ثكلى ترن وتعول
اللغة:
زل: خرج بسرعة , ((وقوس زلاء يزل السهم عنها لسرعة (3) خروجه , وزل عمره: ذهب , وفلان زليلا وزلولا: مر سريعا , والدراهم زلولا: أنصبت أو نقصت وزنا , يقال: درهم زال , وأزال إليه من حقه شيئا: أعطاه , وأزال إليه نعمة: أسداها , والزلة: الصنيعة ويضم , والعرس , والخطيئة , والسقطة , واسم لما تحمل من مائدة صديقك أو رفيقك (4))) , وهو المراد هنا (5).
السهم: واحد السهام , والحظ , جمع: سهمان , وسهمة بضمهما , والقدح يقارع به , جمع: سهام , وجائز البيت , ومقدار ستة أذرع في معاملات الناس ومساحاتهم , وحجر على باب بيته , شيء ليصاد به الأسد , فإذا دخله وقع فسده , وقبيلة في قريش وفي باهلة (6).
أنت: بفتح الهمزة , والنون المشددة , من الأنين , وهو التأوه (7).
المرزئة: بضم الميم , وفتح الراء والزاء , بعدها همزة مفتوحة , آخر الحروف هاء تأنيث، اسم مفعول مأخوذ من ((الرزء , وهو المصيبة)) (8).
Shafi 167