أما الفعلة على التحريك فإن حملتها على تحريك يطلب به الأشياء المتخيلة لحصول اللذة يسمى قوة شهوانية، وان حملت على تحريك بدفع الشيء المتخيل طلبا للغلبة يسمى قوة غضبية، وأما الفاعلة: فهي التي تعد العضلات بقبضها وبسطها وتشنجها وإرخائها على التحرك، وأما الإنسانية فهي مختصة بالنفس الناطقة، وهي كمال أول لجسم طبيعي آلي من جهة ما يدرك الأمور الكلية والجزئية المجردة، ويفعل الأفعال الفكرية والحدسية. ولها أيضا بإعتبار ما يخضها من الآثار قوة عاقلة يدرك بها التصورات والتصديقات، وتسمى العقل النظري والقوة النظرية، وقوة عاملة تحرك بدن الإنسان
إلى الأفعال الجزئية بالفكر والرؤية أو بالحدس على مقتضى أداء واعتقادات تخصها، وتسمى العقل [79ظ] العملي والقوة العملية، والصحيح عندهم أن النفس الناطقة حادثة مع حدوث الأبدان كما ذهب إليه آرسطو (1)، ومشى عليه الشيخ الرئيس (2)، وعلى هذا أيضا أئمة المسلمين، من أراد تمام الإطلاع فعليه بمراجعة المطولات (3).
قال الشنفرى:
25 ... وأطوي على الخمص الحوايا كما انطوت خيوطة ماري تغار وتفتل
اللغة: أطوي من الطي ضد النشر، أو من طواه إذا أخفاه (4)، والظاهر أنه المراد فيما نحن فيه (5)
الخمص: الجوع، ((والخمصة: الجوعة، وبطن من الأرض صغير لين الموطىء، والمخمصة: المجاعة، وقد خمصه الجوع خمصا ومخمصة وخمص البطن مثلثة المييم: خلا، والمخمص كمنزل: اسم طريق، وخميص الحشى: ضامر البطن، وهم خماص: جياع، والخميصة: كساء أسود مربع له علمان (6)))، والمراد به هاهنا: الجوع، ((يقال: ليس للبطنة خير من خمصة تتبعها (7)، [والمخمصة: المجاعة (8)]، وهو مصدر مثل المغضبة والمعتبة (9))).
Shafi 247