Sahiyuniyya ta Duniya
الصهيونية العالمية
Nau'ikan
ومن نقائض الدويلة الصهيونية أنها لا تنجح مع اضطهاد اليهود في العالم ولا تنجح إذا انتهى ذلك الاضطهاد وسلم اليهود من بلواه.
فالوطن الفلسطيني لا يتسع للهاربين من الاضطهاد جميعا، ولا يستطيع أن يغلق الأبواب في وجوههم كما تغلقها الأوطان الغربية، وإلا سقطت كل دعواه.
أما إذا زال الاضطهاد فقد زالت الدعوى من جذورها، وخمدت النار التي يلهبون بها الغيرة في صدور أبناء دينهم، ويثيرون بها العطف عليهم في صدور الغرباء.
إن هذه الحركة القومية لا بد أن تعيش لكي تتغلب في المستقبل على العقيدة الدينية، وعلى مذاهب الإصلاح العالمية، كما تغلبت عليها في هذه السنوات .
وقد تعيش سنوات معدودات من المعونة الخارجية التي يجود بها الاستعمار، أو يجود بها أبناء دينهم مؤمنين مقتنعين، أو متورطين خاضعين للتهديد.
ولكنها لن تعيش على المعونة الخارجية مدى السنين، ولن تعيش طويلا إلا إذا قامت على قدميها واستقلت بمواردها، وهذه هي النقيضة الكبرى التي تصير بها من نقيض إلى نقيض.
لن تعيش إسرائيل إلا بصناعة، ولن تعيش صناعتها إلا بخامات وأسواق، والبضاعة الناشئة تحتاج إلى القصد الكبير في النفقات والتكاليف، ولا سبيل إلى القصد الكبير في نفقاتها وتكاليفها مع الأجور العالية التي تفرضها أحزاب الصناع ولا تبالي أن تزيد بها على أجور المهندسين والأطباء وغيرهم من الفنيين الممتازين.
وتحتاج الصناعة الناشئة إلى الخامات الرخيصة وإلى الأسواق التي لا مزاحمة فيها.
فإذا لجأت إسرائيل إلى شراء الخامات من بلاد بعيدة زادت خسارتها على أرباحها، وإذا أرسلت مصنوعاتها إلى الأسواق البعيدة لم تجد من يشتريها بأثمانها الغالية، مع اشتداد المزاحمة في تلك الأسواق.
لهذا تتهافت إسرائيل على مصالحة الأمم العربية، وفك الحصار الذي تضربه تلك الأمم عليها، ولا يكفيها أن تزعم الأمم العربية على مصالحتها وفتح أسواقها لمصنوعاتها، بل يلزمها أشد اللزوم أن ترغم العرب جميعا على البقاء - مدى السنين - بغير صناعة تنافس الصناعة الصهيونية، وتستأثر بالخامات لمعاملها وأبنائها، وهذه هي النقيضة التي تضاف إلى غيرها من النقائض ولا تختمها على كثرتها.
Shafi da ba'a sani ba