Sahiyuniyya ta Duniya
الصهيونية العالمية
Nau'ikan
والواضح أن السياسة العالمية كلها قد تأثرت بهذه المناورات الصهيونية فإن الدولة البريطانية علمت أنها هدف لحملات الدعاية الصهيونية في العالم، وأن الصهيونيين يهددونها بالعزلة في الحرب العالمية التالية، وقد كانت الدولة البريطانية تخشاهم خلال حرب عالمية، لعلمها بنفوذهم في الولايات المتحدة، وقدرتهم على توجيه الرأي العام هناك - ولو بعض التوجيه - إلى اعتزال الحرب والوقوف على الحياد ... وكانت - أي الدولة البريطانية - مطمئنة إلى كراهة اليهود لألمانيا، وسعيهم إلى تأليب الدول عليها، ولكنها لا تدري كيف يكون الموقف خلال المنازعات الدولية التالية، فقد تقف الصهيونية بأسرها في وجه إنجلترا لتعزلها وتبذل جهدها في إثارة الأمريكيين عليها، وقد تقف إنجلترا يومئذ وحيدة في الميدان بتدبير المؤامرة الصهيونية ولهذا كانت تحتمل منهم في فلسطين إهانات ولطمات لم تصبر على مثلها في بلد آخر، ولهذا اشتبك الدهاء البريطاني والدهاء الصهيوني في صراع الجبابرة استعدادا للنزال في المستقبل، وما زال الدهاء البريطاني يحتال احتياله حتى أصبحت «بريطانيا العظمى» أقل الدول اليوم خوفا من المؤامرات الصهيونية العالمية خلال الحرب المقبلة؛ لأن الولايات المتحدة هي صاحبة الشأن الأول فيها، فإذا حاربها الصهيونيون وانضموا إلى أعدائها هدموا بيتهم على رأسهم عامدين أو غير عامدين.
وما أكثر ما يقال عن دسائس الصهيونية في المجالس النيابية لو اتسع المقال.
الفصل الحادي عشر
الصهيونية العالمية وطوابيرها الخامسة في السياسة الشرقية
كان نابليون الكبير من الخبراء الحذاق بصناعة الحكم، وكان على علم بديهي بأطوار الجماعات ومصادر النفوذ في الرأي العام، وكان من أجل هذا عظيم العناية بعوامل النفوذ الصهيوني في البلاد الفرنسية وفي البلاد التي يتطلع إليها بنظره، لأغراض سياسية أو عسكرية.
كان في سنة 1806 سيد القارة الأوروبية غير مدافع، هزم النمسا وبروسيا، وتغلب على وليام بت في ميدان العلاقات الدولية، ولكنه في تلك السنة كان يرفع يديه دهشا ويسأل من حوله قائلا: «بأية معجزة أصبحت أقاليم كاملة من فرنسا مرتهنة لليهود، وليس منهم فيها أكثر من ستين ألفا؟!»
لا جرم يفكر نابليون في الصهيونية العالمية قبل حملته على المشرق، ويساوم هذه الصهيونية على تبادل المنفعة من وراء تلك الحملة، فهم يعودون إلى أرض الميعاد ويعيدون فيها دولتهم البائدة، وهو يستفيد من أموالهم ودعايتهم في تأييد تلك الحملة ومقاومة النفوذ السياسي، أو المالي، الذي يعترضها ويعوق حركاتها.
ففي سنة 1799 نشرت صحيفة جازيت ناشيونال
Gazette Nationale
الرسمية بيانا لنابليون يدعو فيه يهود آسيا وإفريقية أن يهرعوا إلى رايته ليدخلوا تحت ظلالها إلى أورشليم، ويقول إنه جند منهم فرقا تزحف على حلب.
Shafi da ba'a sani ba