Sahiyuniyya ta Duniya
الصهيونية العالمية
Nau'ikan
وهم متعصبون متحزبون في كل مكان، لا يجمعهم حب بعضهم لبعض، ولكن تجمعهم كراهية الآخرين كما يجمعهم الحقد على العالم، لأنهم استثاروه في كل بلد وفي كل زمن، واستثاروا في نفوس أبنائه سوء الظن بهم وشدة النفور منهم، فهم بغضاء إليه يعلمون أنهم مبغضون، وحسبهم هذا ليعملوا مع متعصبين متحزبين.
وقد قيل إن عشرة متفقين أقوى من ألف متفرقين؛ لأنهم في هذه الحالة عشرة أمام واحد، ويتكرر هذا الموقف في كل بيئة على تباعد الديار بينهم، فتجتمع منهم حلقة مفرغة، تحيط بكل من يحاربون أو يطمعون منه في معونة، فتتوافر لهم بذلك قوة متآمرة مستمرة، لا حاجة بها إلى رئاسة خفية تسيطر عليها في جوانب الكرة الأرضية.
ومع هذا كله لا نعتقد أن قوتهم هذه كافية - وحدها - لبلوغ ما بلغوه في فلسطين.
إن نفاذ الصهيونية إلى فلسطين يرجع، ولا شك، إلى قوة الصهيونية العالمية، ولكن هذه الصهيونية العالمية لا تعمل وحدها في هذا الميدان، بل تعمل معها قوتان أخريان أكبر منها، وهما: قوة المصالح الاستعمارية، والتعصب الشديد على الإسلام.
إن الغربيين الذين يساعدون الصهيونية العالمية لا يساعدونها حبا لها، فما في الناس أحد يحب الصهيونية، والصهيونيون أنفسهم لا يحب بعضهم بعضا حتى في فلسطين، وإنما المسألة هنا خدمة للمصالح الاستعمارية وعداوة للإسلام وليست محبة للصهيونية.
إن الحالة الواحدة لتطرأ على إسرائيل وتطرأ على بلد من بلاد الإسلام، فينظرون إليها في المغرب بعينين مختلفتين.
كل من الباكستان وإسرائيل دولة قامت على أساس العقيدة الدينية، وكل منهما تأخر وضع الدستور فيه لاختلاف الآراء على التوفيق بين الأحكام الدستورية والأحكام الدينية. ولكنك تقرأ في كلام الغربيين أن أمة الباكستان أمة متأخرة لأنها قائمة على أساس دينها، ومتأخرة لأنها لم تتم بعد دستورها، ولا تقرأ شيئا من هذا القبيل بتة عن الصهيونيين ودولة إسرائيل، بل تقرأ عنهم كل ما شاءوا من أوصاف التقدم والحضارة.
هي إذن ثلاث قوى تعمل في قضية فلسطين: قوة الصهيونية العالمية، وقوة المصالح الاستعمارية، وقوة التعصب على الإسلام، ولهذا نقول: إن الصهيونية العالمية لا حاجة بها إلى مشيخة إسرائيل، فحسبها الطابور الخامس المنتشر في كل مكان، ومعه الطوابير الأخرى التي تجتمع على البغضاء وإن لم تجتمع على المودة والولاء.
الفصل الخامس
الصهيونية العالمية جنايتهم على أنفسهم
Shafi da ba'a sani ba