Sahiyuniyya ta Duniya
الصهيونية العالمية
Nau'ikan
ومن خيرته الحوادث بين هذين فقد وضح الطريق أمام عينيه.
الفصل الرابع
الصهيونية العالمية
الصهيونية العالمية حقيقة واقعة.
هي قوة موجودة بأعمالها وآثارها، موجودة بدعايتها وأخبارها، موجودة بمقاصدها وغاياتها، ولا حاجة بها إلى وجود في صورة أخرى ما دامت موجودة بالأعمال والدعاية والغايات.
ظهرت في القرن الماضي مجموعة من الوثائق السرية سميت بمحاضر مشيخة إسرائيل، وانتشرت من روسيا حيث ظهرت أولا إلى فرنسا وإنجلترا ثم سائر الأقطار الأوروبية، وخلاصتها أنها تجمع المحاضر التي تسجل قرارات المشيخة الصهيونية، وأن هذه المشيخة تلتقي من حين إلى آخر للنظر في شئون العالم، واتخاذ الخطط المرسومة لتوجيه السياسة الدولية وإثارة الفتن والقلاقل في أمم الحضارة ، سعيا وراء غاية واحدة: وهي تخريب العالم وهدم دعائم الأخلاق والأديان والقضاء على كل سيادة روحية أو دنيوية فيه، لتمكين الصهيونية من السيطرة عليه، وتسليمه للصيارفة والسماسرة وأشباههم من خدام المال المستترين وراء كل شبكة مالية واسعة النطاق، ومعظمهم من الصهيونيين.
والملاحظ على هذه الوثائق أنها لا تظهر في لغة من اللغات إلا اختفت على أثر ذلك، وأنها تختفي كلما عادت إلى الظهور مترجمة أو مطبوعة من جديد، وهذه هي الشبهة القوية التي أقنعت بعض المشتغلين بالنشر والصحافة الكبرى بصحة الوثائق، واهتمام الصهيونيين بإخفائها ومنع تداولها.
ونحن على بغضنا للصهيونية لا نريد أن نعطي هذه الوثائق فوق حقها، فنحن لا نجزم بنفيها ولكننا كذلك لا نجزم بصحتها، ولا نرى أن الدلائل التاريخية كافية لإثباتها والتعويل عليها.
بل نحن نميل إلى الشك فيها كثيرا؛ لأننا نستكثر على الصهيونية أن يكون لهم خلق الطاعة والولاء، وأن يتعودوا الإخلاص في خدمة هيئة علنية أو سرية. فلم يعرف في تاريخ هؤلاء القوم قط أنهم يخلصون في طاعة هيئة دنيوية أو دينية، وليس في تاريخهم كله عشر سنوات متواليات خلت من الفتنة والعصيان والتمرد على الرئاسة من أبناء جلدتهم ومن غير أبناء جلدتهم، ولا فرق بين رئاسة دينية أو دنيوية في هذه العاهة المزمنة بين هؤلاء القوم.
بل هم لم يخلصوا في طاعة نبي قط من عهد إبراهيم الخليل إلى عهد موسى، إلى ما بعد انقضاء عهد النبوات الإسرائيلية وظهور السيد المسيح، وقد وصفهم القرآن الكريم أصدق وصف في قوله تعالى:
Shafi da ba'a sani ba