ثم توجه «أوبيلو» إلى والده لتلقي رسالته، فقال له أبوه: أخبر والدتك أن «إيزولو» يبعث إليها بتحياته، وإذا كان لديها جوزة الكولا فعليها بإحضارها.
عاد «أوبيلو» من حيث جاء.
قال «أكيوبو» وكأنه يتحدث إلى نفسه: رغم أنني لم أتناول جوزة الكولا في آخر مرة ذهبت فيها إلى بيت صديقي.
ضحك «إيزولو» قائلا: ماذا نقول في الرجل الذي يأكل وينكر؟ - وكيف أعرف؟ - إنها تجعل مؤخرته تجف، ألم تخبرك أمك بذلك؟
كان «أكيوبو» يعاني ألما في خصره، فنهض ببطء شديد، ثم قال: يعتبر التقدم في السن نوعا من أنواع المرض.
بذل مجهودا كبيرا كي لا ينحني بيد واحدة فوق فخذه، وعندما انتصب إلى ثلاثة أرباع قامته اعترف بعجزه وقال: كلما جلست بعض الوقت يصبح لزاما علي الوقوف مرة ثانية لممارسة المشي وكأنني طفل صغير.
ابتسم وهو يدلف كالأطفال عابرا المدخل المنخفض من كوخه .. تناول طاسة خشبية وكومة من الطباشير بداخلها ثم قدمها إلى ضيفه.
التقط «إيزولو» الطباشير، ورسم خمسة خطوط على الأرض، ثلاثة خطوط رأسية وخط أفقي من أعلى وآخر من أسفل، ثم رسم أحد أصابع قدميه الكبيرة، وخطا أبيض حول عينه اليسرى.
واحدة فقط من زوجتي «أكيوبو» الاثنتين كانت بالمنزل، أسرعت في الدخول إلى الكوخ لتحية «إيزولو»، وأخبرته أن الزوجة الأولى قد ذهبت لرؤية شجرة النخيل وجني الفاكهة الطازجة.
عاد «أوبيلو» حاملا جوزة الكولا، ثم تناول الطاسة الخشبية من أبيه، ونفخ فيها لإزالة ما علق بها من رمال، ثم وضع جوزة الكولا بداخلها ، وقدمها ل «إيزولو».
Shafi da ba'a sani ba