كان «أوبيكا» يتعاطى الخمر إلى حد التطرف، وبسرعة كان يغضب غضبا نافرا، ولأنه قوي كالصخرة كان يوقع الأذى بالآخرين، وهذا ما كان يعيب «أوبيكا». لكن «إيزولو» كان يفضله على «إيدوجو» الهادئ الذي هو شقيقه من زوجة أخرى، وغالبا ما كان يقول له: «إنه لشيء يستوجب الشكر أن تكون شجاعا وجسورا يا بني، لكنه من الأفضل أحيانا أن تكون جبانا؛ فلقد تعود الرجل الشجاع أن يعيش وسط الدمار، لكننا يا بني نحيا في أرض الجبناء .. إن الرجل الشجاع لا يخضع أبدا لأي شيء سوى القبر.»
هكذا كان من الأجدر ل «إيزولو» أن يكون له ولد قوي يستطيع كسر الأوعية بدلا من الذي يكسر القوقعة ببطء.
أوشك «أوبيكا» - في يوم ما ليس ببعيد - على ارتكاب جريمة قتل حين جاءت «أكيوك» أخته من أم أخرى إلى البيت غاضبة لأن زوجها يضربها، وحين عادت مرة أخرى ذات صباح مبكر من بيت زوجها بوجه متورم. لم ينتظر «أوبيكا» سماع بقية القصة، وسارع بالرحيل إلى «أوموجوجو» قرية زوجها، بعد أن توقف في الطريق لاستدعاء صديقه «أوفيدو»، الذي يشارك دائما في المعارك، وعند وصولهما «أوموجوجو» قال «أوبيكا»: لن تشترك معي في ضرب زوج أختي.
سأله «أوفيدو» بغضب: ولماذا جئت معك إذن؟ أمن أجل أن أحمل لك الحقيبة؟! - سيكون هناك ما تفعله إذا جاء أهل «أوموجوجو» للدفاع عن أخيهم، وعندئذ ستعرف ما يجب عليك أن تفعله.
لم يكن أحد يعرف إلى أين ذهب «أوبيكا» إلى أن عاد قبل الظهر بقليل وبصحبته «أوفيدو»، حاملين زوج «أكيوك» فوق رءوسهم، وهو مربوط في السرير شبه ميت .. وضعوه على الأرض تحت شجرة «الأوكوا» وحذروا الجميع من الاقتراب منه أو مساعدته .. توسل الجيران والنساء إلى «أوبيكا» خوفا من وقوع الفاكهة الناضجة والكبيرة كأواني المياه. - نعم .. لقد وضعته هناك لنفس السبب، كي تتساقط فوقه الفاكهة كالحيوان.
كان «إيزولو» جالسا عند الشجيرة حين سمع أصوات الجيران والنساء، فسارع إليهم، وعندما شاهد ما يحدث كاد يبكي لما قد يسببه «أوبيكا» من خراب في بيته، فأصدر إليه الأمر بإطلاق سراحه.
لم يتمكن «أيب» من مغادرة سريره قبل أسابيع ثلاثة، وعندئذ جاء أقرباؤه طالبين العفو من «إيزولو» .. كانوا لحظة وقوع الحادث في مزارعهم، وظلوا طوال الأسابيع الثلاثة ينتظرون في صبر من يفسر لهم هذا الحادث .. كيف يضربون قريبهم ويأخذونه بعيدا؟!
قالوا: ماذا عن هذه القصة التي سمعناها عن «أيب»؟
حاول «إيزولو» تهدئتهم دون الاعتراف بخطأ ابنه .. صاح في طلب «أكيوك» وأمرها بالوقوف أمامه: ليتكم رأيتموها يوم أن جاءت هنا .. أهكذا تكون النساء المتزوجات عندكم؟ إذا كانت هذه طريقتكم في معاملة الزوجات فإنني أعلن لكم عدم موافقتي على هذه الطريقة.
وافق الرجال على كلامه، واعترفوا بأن «أيب» ضربها كثيرا، ولا أحد يستطيع أن يلوم «أوبيكا» في الدفاع عن أخته.
Shafi da ba'a sani ba