120

عاد «ماثيو ويك» من مهمته في «أوموارو» بصحبة الشرطي الآخر، فوجد زوجاته يبكين وجمعا غفيرا من الناس مزدحمين في غرفته، فاحتار في أمره وانتابه القلق، وفكر في ابنه الصغير المصاب بالحصبة، ثم اندفع تجاه الحصيرة التي يرقد عليها ابنه، وتحسسه، فوجده يقظا وسليما وعندئذ سأل: ماذا حدث؟

لم يجب أحد، فتوجه بالسؤال مباشرة إلى أحد رجال الشرطة في الحجرة، تنحنح الرجل وأخبره بعدم توقعهم أن يعود هو ورفيقه أحياء، خاصة وأن الرجل الذي ذهب للقبض عليه موجود هنا.

دخل «جون وديكا» فسأله «ماثيو»: لكنك لم تكن على ما يرام في الصباح؟! - وهذا ما جئت لأخبرك به؛ فالمرض كان تحذيرا من كبير الكهنة.

ثم قال لهم «جون» بأن الكاهن كان يعرف كل شيء عن مرض الكابتن.

تساءل شخص ما وربما كانوا شخصين: وماذا قال؟ - إذا كان مريضا فسوف يبرأ .. ولم أكن أعرف ما يعني غير أن صوته كان يحمل بعض السخرية.

لم يكن «ماثيو ويك» أو «كوبل» كما كانوا يدعونه قلقا بما يكفي؛ فلديه الحماية الشخصية التي صنعها له «ديبيا» العظيم في قريته، لكنه بعد سماع المزيد عن «إيزولو» بدأ إيمانه بتلك الحماية يقل، وعندئذ تشاور مع الشرطي الذي كان بصحبته في «أوموارو»، وقرر كل منهما - نحو مزيد من الأمان - أن يتوجها مباشرة إلى «ديبيا» .. كانت الساعة تقترب من العاشرة مساء حين وصلا منزل الرجل الذي يدعونه في القرية «الرمح المنطلق نحو السماء».

سألهما عن الموضوع الذي جاءا من أجله فور وصولهما، ثم قال: خيرا فعلتما بالحضور عندي مباشرة لأنكما في الحقيقة هاجمتما فم النمر، ولا يوجد شيء أكبر من النمر، ومن أجل هذا أرحب بكما لأنكما هنا في الملجأ الأخير.

أخبرهما بعدم تناول أي شيء أحضراه من «أوموارو»، ووجوب إحضار الدجاجتين والنقود كقربان، ثم قدم لهما شيئا ما لشربه وخلطه في ماء الحمام.

الفصل الرابع عشر

كان «أوبيكا» يتناول المنيهوت المجروش وحساء الورق المر عندما أبصر والده يعاني قلقا ما، لكنه لم يستطع أن يسأله عن حالته؛ لأنه وحتى في أفضل الأوقات لا يتحدث إلا عندما يريد لا عندما يسأله أحد.

Shafi da ba'a sani ba