قال «أكيوبو»: إنها الغيرة! - الغيرة! من أي شيء؟ إنني لست أول «إيزولو» في «أوموارو»، وهو ليس أول «إيزيديميلي»، لم يكن والده أو جده وكل الآخرين غيورين من آبائي فلماذا هو كذلك؟ لا، إنها ليست غيرة ولكنها حماقة؛ فهو من النوع الذي يضع رأسه داخل الإناء. وإذا كانت هي الغيرة فدعه يمضي في طريقه؛ فالذبابة التي تحط فوق رابية من الروث تستطيع أن تتبختر حول الرابية كما تشاء، ولكنها لا تستطيع أن تحرك الرابية.
قال «أكيوبو»: الجميع يعرفون هذا، ونعرف بأنهم إذا عرفوا الطريق إلى «أني مو» لتشاجروا مع أجدادنا من أجل إعطاء منصب كاهن «أولو» إلى «أوموشالا» وعدم إعطائه لقريتهم الخاصة .. لا، ليس هذا ما أعنيه، لكن ما تقوله العشيرة هو ما يقلقني. - ومن قال للعشيرة ما يقولون؟ ماذا تعرف العشيرة؟ أنت يا «أكيوبو» تجعلني أضحك، لقد كنت أنت هنا أو إنك لم تكن قد ولدت بعد، عندما خاضت العشيرة حربا ضد «أوكبيري» من أجل قطعة من الأرض هي ليست ملكا لنا، ألم أقف حينئذ لأقول ل «أوموارو» ما حدث؟ ومن كان على صواب في النهاية؟ وهل حدث ما قلته أم لم يحدث؟
لم يجب «أكيوبو» بشيء، فاستطرد «إيزولو» قائلا: كل ما قلته قد حدث.
قال «أكيوبو»: أنا لا أشك في ذلك.
وفي نوبة من الملل المفاجئ أضاف: لكنك نسيت شيئا واحدا، لا يوجد رجل مهما كانت مكانته يستطيع أن يكسب العدالة ضد العشيرة، أنت تعتقد أنك فعلت ما فعلت بشأن الأرض المتنازع عليها، ولكنك على خطأ. إن «أوموارو» دائما ستردد بأنك كنت خائنا لهم أمام الرجل الأبيض، وسيقولون بأنك تخونهم اليوم مرة ثانية؛ لأنك أرسلت ابنك للمشاركة في تدنيس الأرض.
لم يكن «أكيوبو» متأكدا من إجابة «إيزولو»، ولكنه لم يتوقع أبدا تلك النوبة من الضحك التي انتابته، فأصبح خائفا وقلقا، كمن يواجه رجلا مجنونا يضحك في طريق منفرد .. كان شعورا غريبا من الخوف ذلك الذي تملك «إيزولو» ولم يتمكن من معرفته؛ فالكاهن لا سبيل إلى معرفته، وحتى أبناؤه لا يعرفونه.
قال «إيزولو» مرة أخرى: لا تجعلني أضحك، هكذا قد خنت «أوموارو» لصالح الرجل الأبيض؟ دعني أسألك سؤالا واحدا .. من الذي جاء بالرجل الأبيض إلى هنا؟ هل كان «إيزولو»؟ لقد حاربنا إخوتنا في الدم من «أوكبيري» لأجل قطعة من الأرض ليست ملكا لنا، وأنت تلوم الرجل الأبيض لدخوله هذه الأرض، ألم تسمع بأن أخوين قاتلا رجلا غريبا كان يجني حصاده؟ كم عدد الرجال البيض الذين اشتركوا في تدمير «آبام» هل تعرف؟ خمسة، ستة ...
رفع يده اليمنى إلى أعلى مشيرا بأصابعه الخمسة ثم استطرد: خمسة. وهل تعتقد الآن بأن خمسة من الرجال - حتى لو أن رءوسهم تصل إلى السماء - يستطيعون اكتساح قبيلة بأكملها؟ مستحيل، حتى لو استخدم الرجال البيض كل قوتهم وسحرهم، فلا يستطيعون أن يقهروا كل «أولو» و«إيبو»، إلا لو حدث ذلك بمساعدتنا نحن .. كيف عرفوا الطريق إلى «آبام»؟ إنهم لم يولدوا هناك فكيف إذن عرفوا الطريق؟ نحن قد ساعدناهم في معرفة الطريق وما زلنا نساعدهم، وهكذا يا صديقي لا يجب على أي شخص أن يأتي لي كي يشكو من أن الرجل فعل هذا أو فعل ذلك .. إن الرجل الذي يدخل كوخه بحزمة من الحطب مليئة بالنمل لا يجب أن يتذمر عندما تزوره السحالي!
قال «أكيوبو»: لا أستطيع مجادلتك فيما تقول، لقد أخطأنا كثيرا في الماضي، ولا ينبغي أن نستمر في ممارسة الأخطاء .. نعرف الآن أخطاءنا ونستطيع إصلاحها، كما نعرف من أين بدأت تتساقط علينا الأمطار.
قال «إيزولو»: لست متأكدا تماما، ولكن يجب ألا تنسى أبدا أننا بأنفسنا قد ساعدنا الرجل الأبيض في معرفة الطريق إلى بيتنا، ثم قدمنا له مقعدا ليجلس عليه، وإذا أردنا له اليوم أن يرحل بعيدا، فعلينا أن ننتظر حتى يتعب من زيارته، أو يجب علينا أن نعمل على طرده، فهل تعتقد أنك قادر على طرده بإلقاء اللوم على «إيزولو»؟ عليك بالمحاولة، وحين أسمع في يوم ما أنك نجحت فسوف أقدم لك التحية، وسأضع يدي في يدك، أما أنا فلدي طريقتي الخاصة التي أتبعها .. أنا أستطيع رؤية الأشياء في نفس اللحظة التي يصاب فيها الآخرون بالعمى؛ ولذلك فإنني معروف، أو فوق معرفة البشر؛ حيث لا سبيل إلى معرفتي. أنت يا «أكيوبو» صديقي الذي يعرف إن كنت أنا لصا أو مجرما أم أنني رجل شريف، لكنك لا تستطيع معرفة نوع قرعات الطبول التي يرقص عليها «إيزولو»، إنني أستطيع رؤية الغد. وهكذا يمكنني أن أشير إلى أهل «أوموارو» بأن يفعلوا الأشياء التي تعود عليهم بالفائدة. لقد كنت تعرف والدي الذي كان كاهنا من قبلي، وتعرف أيضا جدي حتى لو كانت معرفة قليلة.
Shafi da ba'a sani ba