وأمّا إنْ لم يكنْ منصوبًا بتبكي فكاسِفةٌ من كَسَفَ المتعدي لا من كَسَفَ اللازم، فقد حُكِي: كَسَفَ اللهُ الشمسَ: حَجَبَها. ونجوم الليلِ منصوبٌ بكاسِفَةٍ. والمراد أَنَّ الشمسَ صارتْ بحيثُ لا تكسف نجومَ الليلِ لعدمِ استنارةِ وجهها بواسطةِ حُزْنِها وكآبتِها. وعلى هذا التوجيهِ فقولُهُ: تبكي عليكَن معترض بينَ الناصبِ ومنصوبِهِ. وعلى كلِّ تقديرٍ ففاعِل تبكي ضمير الشمس لا نجوم الليلِ ليشكل نَصْبُهُ.
١٢٠ - ومن ذلك: (القُنْفُدُ) بإهمالِ الدالِ، للحيوانِ الذي يُسَمّى بالدُلْدُل كبُرْثُن. وإنّما هو بإعْجامِها (٢٣٣) .
١٢١ - ومن ذلك: (البُرْنُصُ) بالصادِ، لكُلِّ ثَوْبٍ رأْسُهُ منه (١٣٤ ب) دُرَّاعَةً كانَ أو جُبّةً. وإنّما هو بالسِّينِ (٢٣٤) .
١٢٢ - ومن ذلك: (القَصْبُ) بالصادِ، للتمرِ اليابِسِ. وإنّما هو مَحْكِيٌّ في القاموسِ (٢٣٥) وغيرِهِ بالسينِ. والصادُ وإنْ كانتْ تُبْدَلُ من السينِ جوازًا على لُغَةٍ، إنّما تُبْدَلُ كذلكَ في تلكَ اللغةِ بشرطِ أنْ تقعَ بعدها غَيْنٌ مُعجمةٌ أو خاءٌ كذلكَ أو ظاءٌ مهملةٌ أو قافٌ، كما نَبّهَ على ذلك صاحبُ التسهيلِ (٢٣٦) فيه غير ملتفت إلى ما يقتضيه ظاهر لفظ الصحاح (٢٣٧) من أَنَّهُم كثيرًا ما يقلبونَ الصادَ سِينًا إذا كانَ في الكلمةِ إحدى هذه الأحرف وبالعكس من غير تفرقةٍ منه
_________
(٢٣٣) القاموس ١ / ٣٥٧ و٣ / ٣٧٧.
(٢٣٤) القاموس ٢ / ٢٠٠.
(٢٣٥) القاموس ٢ / ١١٧.
(٢٣٦) أي ابن مالك وقد سلفت ترجمته. والقول في التسهيل ٣١٧.
(٢٣٧) الصحاح (صدغ) .
1 / 59