فإنْ كانَ المنعُ لمجردِ ذلكَ فالمنعُ في حيزِ المنعِ. نَعَمْ إنْ كانَ لِما أنّ ذلكَ غير مسموع، فافهمْ.
٣٢ - ومن ذلك قولُ بَعْضِهِم: (يا هو) فعَنِ الشيخِ أبي حَيّان (٩٩) (١٣٠ آ) أَنَّهُ قالَ: وقولُ جَهَلَةِ الصوفيةِ في نداءِ اللهِ: يا هو، ليسَ جاريًا على كلامِ العَرَبِ. هذا كلامُهُ. وحُكْمُ كلامِهِم في هذا المقام أَنَّ النداءَ يقتضي الخِطابَ، فلا يكونُ ضميرُ الغَيْبَةِ، وكذا ضميرُ التكلمِ، مندى. وأَمّا ضميرُ الخِطابِ ففيه خِلافٌ. وظاهِرُ كلامِ ابنِ مالكٍ (١٠٠) أَنّهُ يجوزُ، فتقولُ: يا إيّاك، ويا أَنتَ. قالَ: و(يا إيّاك) هو القياسُ، لأنّ المنادى منصوبٌ، فلا يكونُ إلاّ مِن ضمائِر النصبِ. وأَمّا (يا أَنْتَ) فشاذٌ. هذا كلامُهُ. وقد استشهدَ على ما جَوَّزَهُ مِن (يا إيّاك) و(يا أَنْتَ) بشاهدين. إلاّ أنَّ الشيخَ أبا حيّان قد تأوَّلهما بما نَقَلَهُ الغَرناطيّ (١٠١) عنه في محله من شرحِ الدُرَّةِ الألفية (١٠٢) .
٣٣ - ومن ذلك: (الجُعْبَةُ) بضَمِّ الجيمِ، لكِنانةِ النُّشّابِ. وإنّما هي بَفتحِها (١٠٣) .
_________
(٩٩) هو أثير الدين محمد بن يوسف الأندلسي النحوي المفسر، ت ٧٤٥ هـ. (الدرر الكامنة ٥ / ٧٠، حسن المحاضرة ١ / ٥٣٤، البدر الطالع ٢ / ٢٨٨) .
(١٠٠) هو جمال الدين محمد بن مالك، ت ٦٧٢ هـ. (تذكرة الحفاظ ١٤٩١، الوافي بالوفيات ٣ / ٣٥٩، فوات الوفيات ٣ / ٤٠٧) . وينظر: التسهيل ١٧٩، شرح الكافة الشافية ١٢٩٠ وينظر أيضًا في هذه المسألة: الإنصاف ٣٢٥، المساعد على تسهيل الفوائد ٢ / ٤٨٢ - ٤٨٣، خزانة الأدب ١ / ٢٨٩.
(١٠١) هو أبو جعفر أحمد بن يوسف صاحب ابن جابر الضرير، ت ٧٧٩ هـ. (الدرر الكامنة ١ / ٣٦١، بغية الوعاة ١ / ٤٠٣) .
(١٠٢) لابن معطي المغربي المتوفى ٦٢٨ هـ.
(١٠٣) اللسان والتاج (جعب) .
1 / 39