شبهة العمل بمدلول الأحاديث الصحيحة
فإن قيل: إن أهل السنة والجماعة معترفون بصحة هذه الأحاديث، وهي موجودة في صحاحهم ومسانيدهم وسننهم، وهي مشهورة عند أئمتهم، ولكنهم رأوا أنهم إذا عملوا بمدلولاتها واعتقدوها هدمت عليهم عقائدهم التي سار عليها السلف والخلف، فمن عقائدهم التي ستتعرض للهدم عدالة الصحابة جميعا، وتقديم أبي بكر ثم عمر ثم عثمان على علي، وترك الخوض فيما شجر بين الصحابة، وكونهم أهل السنة والجماعة، والطائفة الظاهرة التي على الحق إلى يوم القيامة، واعتقادهم ضلال الشيعة بما فيهم الزيدية والمعتزلة، وسائر فرق الإسلام، وكون الطاعات والمعاصي من خلق الله تعالى وبإرادته ومشيئته،..... إلى آخره.
الجواب والله الموفق:
المذهب الصحيح، والدين الحق هو ما استند إلى كتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم المجمع على صحتها بين طوائف المسلمين.
وقد قامت الدلالة القاطعة من السنة النبوية التي أجمع على صحتها طوائف المسلمين، وذلك حديث الثقلين الذي قدمنا ذكره، فقد دل على أن آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هم أهل الحق، وأنهم قرناء القرآن إلى يوم الورود على الحوض، ودل حديث الكساء الذي أجمع على صحته أيضا طوائف المسلمين، دل على تعيين أهل البيت كما في صحيح مسلم وغيره.
هذا، وقد صح عند جميع الطوائف الإسلامية حديث: ((قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد...إلخ))، وهو مروي في صحاح أهل السنة والجماعة، وسننهم، وفي هذا من الدلالة على ما قلنا ما لايخفى على من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وهناك عند أهل السنة أدلة كيرة تدل على أن الحق فيما ذهب إليه أهل البيت كحديث السفينة، وقال العزيزي حديث صحيح، الذي رواه الحاكم وأحمد وغيرهما.
Shafi 1