السنة
روى نقلة الأخبار والآثار أنه قيل لمعاوية كلاما معناه: إن هذا الرجل يعني عليا قد مات، وصارت الأمور إليك فالرأي أن يترك لعنه، فلا حاجة إليه، فأجاب معاوية بما معناه:
لا والله حتى يشيب عليه الصغير، ويهرم الكبير، ويصير سنة، فإذا ترك، قيل: تركت السنة.
وفعلا، فقد وقع ما ظنه معاوية، فإنه حين تولى الخليفة الأموي العادل عمر بن عبد العزيز الخلافة، وترك لعن علي عليه السلام في الخطبة، وقرأ مكانه: ?إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون? قام عمرو بن شعيب، فقال: السنة السنة يا أمير المؤمنين، فقال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: بل البدعة البدعة قبحك الله.
وكثيرا ما يذكر في تهذيب التهذيب في تراجم الرجال المخرج لهم في الصحيحين نحو قوله فلان صاحب سنة، أي أنه كان يلعن عليا عليه السلام، ذكر نحو هذا صاحب كتاب العتب الجميل.
من هنا نعرف أن قولهم: (أهل السنة والجماعة) معناها سنة معاوية وجماعته التي أسستها دولته وسياسته، ودعمتها قوته وسلطانه، وسار عليها بنو أمية من بعده.
أما سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقد وردت بحب علي وأهل بيته، وبوجوب الإقتداء بهم، وسنة معاوية، وأهل الحديث على خلاف ذلك، ومن هنا قال عمرو بن شعيب لعمر بن عبد العزيز ما قال.
Shafi 1