الجواب: أما سوء العقيدة والقول بالقدر، فذلك دعوى باطلة معارضة بتزكية النبي صلى الله عليه وآله وسلم لهم، والشهادة لمتبعهم بالأمان كما في حديث الثقلين.
وأما تقديم علي عليه السلام على المشائخ فهو مذهبهم لاننكره، وهو عندهم من مكملات الإيمان، ومن لم يقدمه فليس من الزيدية، وأدلة ذلك كثيرة، فمن السنة ما روته جميع طوائف الأمة، وذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: ((علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي))، وهو في صحيح البخاري مسندا.
وهذا الحديث دليل واضح على أن عليا عليه السلام يجب تقديمه على كافة أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
ولنذكر منازل هارون من موسى عليهما السلام المذكورة في القرآن والتي جعلها الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام سوى النبوة:
1 الخلافة: جاءت في قوله تعالى حاكيا: ?اخلفني في قومي وأصلح?.
2 الوزارة: جاءت في قوله تعالى حاكيا: ?واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي?.
3 الأخوه: كما في الآية السابقة: ?أشدد به أزري وأشركه في أمري?.
4 النبوة: كما في الآية السابقة، وكما في آيات آخرى كثيرة.
وقد استثنى النبي صلى الله عليه وآله وسلم النبوة، فبقيت الخلافة والوزارة والأخوة، هذا بالإضافة إلى أنه عليه السلام قد سبق المشائخ وغيرهم إلى الإسلام، وقد قال الله تعالى: ?والسابقون السابقون أولئك المقربون?.
وكان عليه السلام في جهاده في الدرجة العليا لايساويه أحد من الصحابة، ولا يقاربه، وقد فضل الله المجاهدين على القاعدين في آي كثيرة في القرآن، فعلى مقتضى ذلك، فإن من كان جهاده أكثر كان فضله أكبر.
Shafi 3