إختلاف الأمة
أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم طوائف: زيدية، وشافعية، وحنفية، وحنبلية، ومالكية، وظاهرية، وجعفرية، وسنية أو (وهابية) كما يسميهم الناس، وإلى آخر ما في هذه الأمة من الطوائف.
وكل فرقة من هذه الفرق والطوائف لها كتب في الحديث مسندة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كل كبير وصغير من أمر دينها.
فأخبرني أيها المتسنن كيف العمل إذا اختلفت الطوائف في حديث من الأحادي، فطائفة قالت أنه صحيح، وأخرى قالت إنه ضعيف، وثالثة قالت إنه موضوع، وأخرى قالت كذا، و....إلخ.
من من هذه الطوائف قوله الحق، وما سواه باطل ؟
فإذا أجاب المتسنن، وقال: إن قوله الحق واستدل على ذلك بتصحيح البخاري ومسلم، فهل ياترى ما دام البخاري ومسلم قد صححا الحديث كما قال المتسنن فإنه يجب على جميع طوائف المسلمين أن يقلدوهما، وهل ترى أنه سيقتنع بقية الطوائف بهذه الحجة، لا أراهم سيقتنعون.
ثم إذا أجاب الزيدي مثلا أو الجعفري، وقال: بل الحق ما قلناه نحن، واستدلوا على ذلك برواية الإمام زيد بن علي أو الإمام جعفر الصادق بالإسناد عن آبائهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهل سيقتنع السني بهذا الإستدلال، لا أراهم سيقتنعون.
فمن هو الأولى بالحق من طوائف المسلمين ؟ مع العلم أن كل واحده من طوائف المسلمين تعتقد أنها على سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأن ما عندها من الأحاديث هي السنة الصحيحة التي كان عليها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه.
ثم نسال هذه الطوائف ثانيا: هل حفظت سنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما حفظ القرآن ؟
الجواب: لا أرى أهل الطوائف يجيبون على هذا السؤال إلا بالنفي، فإن المعلوم أن السنة لم تكتب في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأنها لم تدون إلا في زمان التابعين وتابعيهم، ولو كانت محفوظة كما حفظ القرآن لم يقع فيها خلاف ولا اختلاف.
Shafi 1