183

Sahibi

الصاحبي في فقه اللغة

Mai Buga Littafi

محمد علي بيضون

Lambar Fassara

الطبعة الأولى ١٤١٨هـ

Shekarar Bugawa

١٩٩٧م

بأشجع أخاذ على الدَّهر حُكمَهُ ... فَمِنْ أيّ ما تَجْني الحوادثُ أفْرَقُ أرادَ: بِنَّ مني بأشجَعَ. والسِّلام تَفَلَّقُ اعتراض. ومثل هذا في كتاب الله جل ثناؤه وإشعارِ العرب كثير، وإنما نذكر من الباب رَسْمًا. باب الإيماء: العرب تُشيرُ إلى المعنى إشارة وتومئ إيماءً دون التصريح، فيقول القائل: "لو انَّ لي مَن يَقبَل مَشْورتي لأشرْتُ" وإنما يَحثُّ السّامع على قبولِ المَشُورَة. وهو في أشعارهم كثير قال الشاعر١: إذا غَرَّدَ المُكَّاءُ في غيرِ رَوْضَةٍ ... فوَيْلٌ لأهل الشَّاءِ والحمُراتِ أومَأ إلى الجدْب، وذلك أن المُكَّاء يَأْلَفُ الريَاضَ، فإذا أجدبت الأرض سقط في غير روضة. ومنه قول الأفْوَهِ٢: إنّ بني أوْدٍ هُمُ ما هُمُ ... للحَرْب أو للجَدْب عامَ الشُّموسْ أومأ بقوله: "الشموس" إلى الجدب وقلة المطر والغيم، أي إنّ كلَّ أيّامهم شموس بلا غيم. ويقولون: "هو طويلُ نِجادِ السيّف" إنما يريدون طولَ الرَّجُل. و"غمر الرّداء" يومِئون إلى الجواد. و"فدًا له ثَوْبي" و"هو واسع جَيبِ الكُمّ" إيماءً إلى البَذْل. و"طرب العِنان" يومئون إلى الخِفَّة والرَّشاقة. وفي كتاب الله جل ثناؤه: ﴿وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ﴾ ٣ هذا إيماء إلى "أن يُصيبوني بسوء" وذلك أن العرب تقول: "اللَّبَن محضور" أي: تُصيبه الآفات. باب إضافة الفعل إلى من وقع به ذلك الفعل: ومن سُنن العرب إضافةُ الفعل إلى من يقع به ذلك الفعل. يقولون: "ضربُ زيدًا وأعطيتُه بعدَ -ضَرْبِهِ- كذا" فينسب الضربَ إلى زيد وهو واقع به. قال الله جل

١ لسان العرب: مادة "مكا"، والمقاييس: مادة "حمر"، بلا عزو. والمكاء: طائر. ٢ الطرائف الأدبية: ١٦. ٣ سورة المؤمنون، الآية: ٩٨.

1 / 191