399

Safwat Azal

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Nau'ikan

على جانب كبير من دماثة الخلق والدعة ومكارم الأخلاق والأدب الجم، عف النفس كبيرها محبوب عند كل عارفي أدبه وكماله وبعده عن سفاسف الأمور، وهو فوق ذلك غيور على دينه متمسك بأهداب الوطنية وهو سعدي المبدأ، ومن المتغانين في هذا المبدأ وكأنما كناه الصوفية بأبي الوفاء لشديد دفاعه الوطني في كل ما يراه ملائما لحالة البلاد.

ترجمة حضرة صاحب العزة القانوني المتضلع الأستاذ صالح بك جودت

القاضي بالمحاكم الأهلية سابقا والمحامي الشهير حالا

نسبه وعائلته

هو ابن المرحوم إسماعيل جودت بك بن المرحوم صالح بن إبراهيم بن خليل، يتصل نسبه إلى بني شيبة بمكة المكرمة وهم بطن من عبد الدار وبنو عبد الدار بطن من قصى، فهو قرشي الأصل وفي قومه بني شيبة السدانة فهم حجبة الكعبة، انتهت إليهم مفاتيحها في زمن النبي

صلى الله عليه وسلم

وكان الجد الثاني لصاحب الترجمة من أعيان مكة نفي منها لأسباب سياسية في زمن السلطان محمود الثاني، فاستوطن قبرص ومن قبرص نزح إلى مصر جده الأول، وكان من أولاده علي أغا صالح كاتب يد المغفور له محمد علي باشا الكبير والي مصر، وكان العم الأكبر لصاحب الترجمة المرحوم تويق باشا معاونا لشريف مكة ، ثم قائدا للجيوش التركية في اليمن، ومات رحمه الله بها ودفن في الحديدية.

1

صاحب العزة الأستاذ صالح بك جودت.

أما والد صاحب الترجمة المرحوم إسماعيل جودت فهو ربيب بيت محمد علي ورفيق صبا المرحوم الأمير إلهامي باشا، وقد اختاره المرحوم سعيد باشا، والي مصر ليتعلم بفرنسا على نفقته الخاصة، وأنزله بباريس بمنزل صديقه دولسيس حيث كانت إقامته، وقد أتم المرحوم دروسه الثانوية بباريس، ثم دخل جامعة السوريين حيث تلقى العلوم القانونية، ثم انتقل إلى مدرسة السياسة العالية حيث تخرج على رينان الفيلسوف الشهير، ووضع المرحوم بباريس كتابيه في «الرئاسة والسياسة ثم في أحكام القرآن»، ولما عاد لمصر عين في معية المغفور له إسماعيل باشا، ولما أنشئت دار الأوبرا عين مديرا لها وفي ذلك العهد وضع روايته التمثيلية «موسى»، ثم عاد إلى المعية في التشريفات وكان المرحوم الخديوي الأول يندبه لمقابلة الملوك والأمراء، ورجال السياسة الذين يقصدون مصر؛ ليتعرف مقاصدهم ويبلغهم ما يرغبون معرفته عن مصر وأهلها وأحوالها، وقد وشى به بعضهم مرتين إلى الخديوي فنفاه في الأولى إلى البحر الأبيض، لكنه لم يبلغ أسيوط حتى استدعاه، وأبعده في الثانية إلى بور سعيد، ثم ما لبث أن استقدمه إذ كان يتبين له كذب الوشاية كل مرة ويتحقق من صدق إخلاصه لأميره وبلاده.

Shafi da ba'a sani ba