366

Safwat Azal

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Nau'ikan

كبير أعيان مديرية الغربية بمنشية جنزور مركز طنطا غربية

كلمة للمؤرخ

يظن البعض أنه لا توجد الراحة والسعادة والهناء وحسن المستقبل إلا بطرق باب التوظف بدوائر الحكومة، ومتى قفل هذا الباب في وجههم أحجموا عن طرق الأبواب الأخرى وشملهم اليأس، وهذا خطأ محض إذا قيس بهمة ذوي الهمم الذين اتخذوا لهم من مختلف الأعمال الشريفة الحرة سلما للوصول إلى قمة المجد، وبلغوا شأوا عظيما في المجتمع الإنساني أمثال حضرة صاحب هذه الترجمة الذي بكده، ونشاطه وحسن إدارته، وصل إلى درجة يحسد عليها من كثيرين، وإننا لنسطر هنا بقلم الفخر والإعجاب الشديد ما نعلمه يقينا وصدقا عن بعض مجهوداته الفائقة، عسى أن يكون في تدوينها عظة لأولئك الذين يتطلعون إلى المناصب الحكومية.

مولده ونشأته

ولد صاحب الترجمة بإبعادية المرحوم والده بمنشية جنزور، مركز طنطا غربية عام 1893م من أبوين كريمين شريفين، ووالده هو المغفور له المرحوم إسماعيل بك حماد أبو عامر، كبير وجهاء مديرية الغربية ومن أحسنهم وأفضلهم ذمة واستقامة فرباه تربية عالية، حيث استحضر له أساتذة أكفاء بعزبته المشار إليها، فحصل منهم على مبادئ العلوم المدرسية الأولية ومن ثم أدخله والده المدارس الابتدائية الأميرية، فأبدى نشاطا وذكاء غريزين وقد كان في نية المرحوم والده لو أفسح الله في عمره أن لا يألوا جهدا في تثقيف مداركه بالعلوم العالية؛ نظرا لما توسمه فيه من الميل لارتشاف بحورها، ولكن خاب ظنه إذ عاجله المنون قبل أن تتحقق آماله السامية نحو ترقية ابنه، ولكن سرعان ما تحققت آمال أخرى جاءت من طريق الجد والنشاط والإقدام، وبفضل ذاك الذكاء المتوقد والقريحة النيرة.

حضرة صاحب العزة السري الجليل محمد بك عبد الحميد إسماعيل من وجهاء مديرية الغربية.

إذ ما كاد الفقيد الراحل يتوارى في رمسه، ويدرك حضرة صاحب الترجمة حرج الموقف حتى شمر عن ساعد الجد، وأخذ في إدارة شؤون أطيانه الواسعة المتروكة عن المرحوم والده، سواء الموجود منها بطنطا أو ببلدة منشية جنزور التابعة لمركز طنطا غربية، بهمة لا يعتورها ملل، وعزيمة لا يتسرب إليها كلل، فازدهرت وتضاعفت وليس ذلك بفضل همة المجدين بعزيز، ونال فوق ذلك احترام وإعجاب جميع عارفي فضله وسمو تربيته، ولما انتخب حضرة صاحب العزة شقيقه حماد بك إسماعيل عضوا بمجلس النواب المصري عام 1924م، وهو عمدة لبلدة منشية جنزور ولم تجد الأهالي من الأهالي من يصح لإسناد هذه الوظيفة سوى صاحب الترجمة؛ لما عرفوا فيه من الكفاءة الشخصية والأدبية أجمعوا على تعيينه عمدة عليها، فكان في مركزه هذا مثال الجد والنزاهة والعدل.

ومن مآثر المرحوم والده الخالدة التي يصح تدوينها في بطون التاريخ بقلم الشكر، والثناء، والإعجاب، إنشاؤه مدرسة ابتدائية ضمت بعد وفاته لمعاهد مجلس المديرية، وهذه المدرسة كائنة بمنشية جنزور، وقد شاد أيضا مسجدا فخما لإقامة الشعائر الدينية وأطلق عليه مسجد حماد وله حسنات عديدة في الخير لا تدخل تحت حصر، كما قد اشترى حضرة صاحب الترجمة سراي فخمة جمعت جمال البناء، وغالي الأثاث مما يبهر العقول وهي واقعة على الترعة الجعفرية بطنطا.

صفاته وأخلاقه

وصاحب هذه الترجمة رغما من غناه الوافر وثروته الضخمة، وجاهه العريض تجده آية من آيات اللطف، والدعة ومكارم الأخلاق، والأدب الجم، رءوفا بالفقراء، جوادا كريما، معضدا لكل مشروع خيري يرى منه فائدة لبني وطنه.

Shafi da ba'a sani ba