330

Safwat Azal

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Nau'ikan

ولا غرابة ولا عجب فإن اسم نيافة الأنبا متاؤس سيخلد بمداد الفخر والإعجاب في بطون التاريخ ضمن من جاهدوا، وسعوا في رفع شأن الديانة المسيحية، وتثبيتها في تلك البلاد وإعلاء كلمتها.

ولقد مكث نيافته مدة اثنين وأربعين عاما حتى تاريخ زيارته هذه للأقطار المصرية وهو في تلك الأقطار النائية عن الوطن دائب على العبادة متمسك بأهداب التقوى والصلاح.

أما عن أخلاق نيافته الشخصية وأعماله الخيرية، فحدث ولا حرج فهو مثال اللطف والوداعة وكرم الأخلاق والطهارة، وحسناته العديدة التي يوزعها على البؤساء، ومن أخنى عليهم الدهر بكله وكانوا من العائلات الشريفة، فحدث عنها ولا حرج، وله اليد الطولى في كل عمل خيري مدفوعا إلى ذلك بعامل الإيمان المسيحي الحقيقي المجرد من حب الفخر والفخفخة والتظاهر، اللهم إلا ابتغاء مرضاة رب المجد وضميره الطاهر.

أجزل الله عليه البركة وكافأه بعدد حسناته العديدة ومآثره الفريدة، وأدامه بالصحة والهناء نبراسا وضاء للكنيسة القبطية الأرثوذكسية آمين.

ترجمة نيافة الشيخ الوقور الأب الكلي الطوبى والجزيل الاحترام الأنبا يؤنس

مطران كرسي البحيرة والمنوفية ووكيل الكرازة المرقسية للأقباط الأرثوذكس

مولده ونشأته

ولد نيافته ببلدة تسمى دير تاسا بمركز البداري بمديرية أسيوط، وتربى تربية حسنة، ومن ثم ترهب بدير السيدة بالبرموس في سنة 1592، ولم يمض كبير زمن حتى رقي قمصا ثم تعين رئيسا لدير السيدة برموس وذلك في سنة 1593 ومكث بالرياسة مدة عشر سنوات أتى فيها من الأعمال ما خلد له ذكرا جميلا واسما جليلا في قلوب عموم الرهبان، ولا سيما أعيان طوخ النصارى مركز كرسي رئاسة الدير المذكور، فشيد بها قصرا شاهقا وجدد كنيسة عزبة الرياسة بطوخ، وجدد كنيسة باسم العذراء بالدير المذكور بوادي النطرون، ورقى فن الزراعة وذلك بأن أحضر وابورا للري، وبذلك ازدادت إيرادات الدير زيادة محسوسة، وأخذ بناصر الفقراء والمساكين حتى لهجت ألسنة العموم بالثناء عليه، وعلى خصاله ومبراته، وقد سيم في الصوم الكبير لسنة 1603 لكرسي البحيرة والمنوفية ووكيل الكرازة المرقسية.

وفي سنة 1610 تقلد كرسي المنوفية وقام من ثم بأعمال جليلة دلت على ما اتصف به من الشهامة والأفكار الثاقبة، وساس رعيته بأحسن نظام وأعظم تدبير وقد أتى من المآثر ما حقق مقدرته وعلو مداركه، فقد جدد كنيسة العطف والضهرية وعزبة أبو حمده والطرانة وأنشأ كنيسة دمتيوه، وجدد مدرسة دمنهور بمديرية البحيرة، كما أنه جدد كنيسة حصة برما وأنشأ فيها مدرستين للبنين والبنات، وأنشأ كنيسة بمم منوفية، وكنائس بمنية الواط وزاوية الناعورة وعزبة الملايجة ومنوف وسمادون وسرس الليان ، وجدد كنيسة سبك وكنيسة بي العرب، وأنشأ مدرسة بالبتانون وأخرى بميلج، وكنيسة ومدرسة بناحية ميت خاقان وهذه بعض مآثره بمديرية المنوفية، وقد تبرع من ماله الخاص لكل مشروع حاثا على المثابرة على الأعمال الخيرية بكل اجتهاد.

نيافة الأنبا يؤنس مطران كرسي البحيرة والمنوفية «ووكيل الكرازة المرقسية بالإسكندرية».

Shafi da ba'a sani ba