294

Safwat Azal

صفوة العصر في تاريخ ورسوم مشاهير رجال مصر

Nau'ikan

ترجمة حضرة صاحب العزة السري إبراهيم بك بهجت

كلمة للمؤرخ

من سراة مصر وأغنيائها الذين امتازوا وتفوقوا في الشؤون الزراعية، ودرسوا معدن الأراضي بأنفسهم وخصصوا مجمل حياتهم في سبيل فائدة أنفسهم ومواطنيهم فاستفادوا وأفادوا، وخلدوا لهم تاريخا مجيدا في هذا العصر حضرة صاحب العزة السري المعروف إبراهيم بك بهجت، الذي خدم بلاده أجل خدمة تسطر له بقلم الإعجاب والشكر والثناء، فحبذا لو اقتدى سراة الأمة به وسلكوا سبيله وصرفوا مجهوداتهم وثمين وقتهم فيما يعود بالخير العميم على ذواتهم وذويهم، وبلادهم أولى من تسرب أموالهم فيما يضر، وفي ذكر تاريخ هذا السري الجليل فليتنافس المتنافسون.

حضرة صاحب العزة السري إبراهيم بك بهجت عضو مجلس النواب عن دائرة قلين غربية في الدور الأول المنحل.

مولده ونشأته

هو إبراهيم بهجت بك ابن المرحوم محمد أفندي بهجت بن عبد الله أفندي، سطعت أنوار مولده بمصر يوم 29 مايو سنة 1863، ولما ترعرع أحضر له المرحوم والده المعلمين الذين لقنوه من العلوم والمعارف ما جعله يعد رجلا من خيرة الرجال، وقد بث فيه المرحوم والده من روحه الوطنية الصحيحة ما جعله يجود بنفسه في سبيل مصلحة بلاده، ولما رأى أن ثروة البلاد تتوقف على الزراعة؛ لأنها حاجة البلاد وينبوع حياتها فضل أن يعمل لخير بلاده من هذا الطريق؛ حتى يؤدي لأمه مصر ما هو واجب عليه، وفعلا له ما يجعل القلم عاجزا عن أن يفيه حقه من الشكر على تلك الجهود العظيمة، التي ارتكزت على خير أساس وعمت فوائدها على الناس.

وفي سرد ما ناله من الميداليات الذهبية والفضية؛ تقديرا لجهوده العظيمة وخدماته الجليلة في الشؤون الزراعية لمصر أكبر دليل على همته العالية ومواهبه السامية.

صاحب العزة إبراهيم بك بهجت بملابسه الملكية.

فقد نال ثمان ميداليات دفعة واحدة في المعرض الذي أقيم تحت رئاسة المغفور له السلطان حسين كامل، وفي المعارض التي أقيمت بمصر عام 1920و910 و902 و909 و912 كما حاز شهرة فاقت السهى، واتصلت بمسامع سمو الخديوي السابق عباس حلمي باشا الثاني، فزاره في منزله العامر بطنطا في أول مايو سنة 1914، فأقام له رب الدار زينة فخمة امتازت بجمال تنسيقها وبديع مسلاتها، وقد استقبل سموه فيها حضرات أشقائه إبراهيم بك بهجت وحسين أفندي بهجت وأحمد أفندي بهجت بالحفاوة والإجلال وجلس سموه على كرسي أثري من آثار الفراعنة مأخوذ رسمه من الأنتكخانة الخديوية، وألقى حضرة نجله الأديب المهذب محمد أفندي منير بهجت - الذي كان طالبا وقتئذ بمدرسة طنطا الثانوية والحائز لدبلوم الزراعة العليا، وسافر إلى أميركا للحصول على الشهادات العالية، حيث اندمج في سلك كلية كليفورينا ونال شهادة الامتياز عام 1923م في علم الزراعة، واستعد لتأدية امتحان لشهادة الدكتوراه الذي تم في مايو سنة 1925م بفوزه ونجاحه - خطبة ترحيب جمعت من درر المعاني، ودقيق المباني ما أعجب سمو الخديوي، وقد نقلتها أمهات الصحف في حينها، وتنازل سموه فأخذ صورة من أربع ورقات من أصل محفوظ لتلك الآثار المدونة بمحفظة قديمة، فذكر هذه الجملة أن الروابط تزداد وتدوم إلى ما شاء الله، وقد تفضل أيضا فقبل نجليه الصغيرين قبل مبارحة السراي العامرة، وقد يمنعنا ضيق المقام هنا من إثبات تلك الخطبة النفيسة، ولكن هذا لا يمنعنا أن نثبت صورة هذا النجل الذكي، الذي سيكون له في مستقبل الأيام حظ وفير.

حضرة الأديب محمد أفندي منير بهجت.

Shafi da ba'a sani ba